قصة ابقاء داود على حياة شاول

الوحدة الأجمالية السابقة التي يمكن أن نضم إليها العناصر القديمة الواردة في نبوءة ناتان وقصة تابوت العهد فهي صعبة التاليف من الفصول هذه

سفر صموئيل الأول الفصل السادس عشر

وقال الرب لصموئيل إلى متى تحزن على شاول وأنا قد نبذته كملك على إسرائيل؟فاملأ قرنك زيتا وتعال أرسلك إلى يسى من بيت لحم لأني قد اخترت لي من بنيه ملكا فقال صموئيل كيف أذهب؟فإن سمع شاول يقتلني فقال الرب خذ معك عجلة من البقر وقل إني جئت لأذبح ذبيحة للرب وادع يسى إلى الذبيحة وأنا أعلمك ماذا تصنع وامسح لي الذي اسميه لك ففعل صموئيل كما أمره الرب وأتى بيت لحم. فارتعش شيوخ المدينة عند لقائه وقالوا ألسلام قدومك؟فقال لسلام قدمت لأذبح للرب فقدسوا أنفسكم وتعالوا معي إلى الذبيحة وقدس يسى وبنيه ودعاهم إلى الذبيحة فلما أتوه رأى أليآب فقال في نفسه لا شك أن أمام الرب مسيحه فقال الرب لصموئيل لا تراع منظره وطول قامته فإني قد نبذته لأن الرب لا ينظر كما ينظر الإنسان فإن الإنسان إنما ينظر إلى الظواهر وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب ثم دعا يسى أبيناداب وأجازه أمام صموئيل فقال وهذا أيضا لم يختره الرب ثم أجاز يسى شمة فقال وهذا أيضا لم يختره الرب فأجاز يسى سبعة بنيه أمام صموئيل فقال صموئيل ليسى لم يختر الرب من هؤلاء ثم قال صموئيل ليسى أهولاء جميع الفتيان؟فقال له قد بقي الصغير وهو يرعى الغنم فقال صموئيل ليسى أرسل فجئنا به لأننا لا نجلس إلى الطعام حتى يأتي إلى ههنا فأرسل وأتى به وكان أصهب جميل العينين وسيم المنظر فقال الرب قم فامسحه لأن هذا هو فأخذ صموئيل قرن الزيت ومسحه في وسط إخوته فانقض روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا وقام صموئيل وانصرف إلى الرامة وفارق روح الرب شاول وروعه روح شرير من لدن الرب فقال لشاول حاشيته هوذا روح شرير من لدن الله يروعك فليأمر سيدنا حاشيته الذين أمامه أن يبحثوا عن رجل يحسن العزف على الكنارة حتى إذا اعتراك الروح الشرير من لدن الله يعزف بيده فتتحسن حالتك فقال شاول لحاشيته انظروا لي رجلا يحسن العزف وأتوني به فأجاب واحد من الحاشية وقال رأيت ابنا ليسى من بيت لحم يحسن العزف وهو ذو بأس ومحارب باسل فصيح الكلام حسن المنظر والرب معه فأرسل شاول رسلا إلى يسى وقال له أرسل إلي داود ابنك الذي مع الغنم فأخذ يسى حمارا وحمل عليه خبزا وزق خمر وجديا من المعز وأرسل ذلك بيد داود ابنه إلى شاول فأتى داود إلى شاول ومثل أمامه فأحبه حبا شديدا وكان له حامل سلاح وأرسل شاول إلى يسى وقال ليبق داود لدي لأنه قد نال حظوة في عيني وكان إذا اعترى شاول الروح من لدن الله يأخذ داود الكنارة ويعزف بيده فيستريح شاول وتتحسن حالته ويفارقه الروح الشرير

سفر صموئيل الثاني الفصل الخامس

وأقبل جميع أسباط إسرائيل إلى داود في حبرون وتكلموا قائلين هوذا نحن عظمك ولحمك حين كان شاول علينا ملكا أمس فما قبل كنت أنت تخرج وقدخل إسرائيل وقد قال لك الرب أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون قائدا لإسرائيل وأقبل جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك في حبرون فقطع الملك داود معهم عهدا في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكا على إسرائيل وكان داود آبن ثلاثين سنة يوم ملك وملك أربعين سنة ملك في حبرون على يهوذا سبع سنين وستة أشهر وملك في أورشليم ثلاثا وثلاثين سنة على كل إسرائيل ويهوذا وزحف الملك ورجاله على أورشليم على اليبوسيين سكان تلك الأرض فكلموا داود وقالوا أنك لا قدخل إلى ههنا فحتى العميأن والعرج يصدونك أي لا يدخل داود إلى ههنا لكن داود أخذ حصن صهيون وهو مدينة داود وقال داود في ذلك اليوم كل من يضرب اليبوسي فليبلغ من القناة إلى أولئك العرج والعميأن الذين يبغضون نفس داود فلذلك يقولون لا يدخل البيت أعمى ولا أعرج وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود وبنى داود حوله من ملو فداخلا وكان داود لا يزال يتعاظم والرب إله القوات معه وأرسل حيرام ملك صور رسلا إلى داود وأخشاب أرز ونجارين ونحاتين للأسوار فبنوا بيت داود وعرف داود أن الرب قد ثبته ملكا على إسرائيل وعظم ملكه من أجل شعبه إسرائيل وتزوج داود أيضا سراري وزوجات من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، وولد أيضا لداود بنون وبنات وهذه أسماء المولودين له في أورشليم شموع وشوباب وناتأن وسليمان ودبحار وأليشوع ونافج ويافيع وأليشاماع وألياداع وأليفالط وسمع الفلسطينيون أن داود قد مسح ملكا على إسرائيل فصعد جميع الفلسطينيين طالبين نفس داود فبلغ داود ذلك فنزل إلى الحصن وأتى الفلسطينيون وأنتشروا في وادي رفائيم فسأل داود الرب وقال أأصعد على الفلسطينيين؟وهل تسلمهم إلى يدي؟فقال الرب لداود إصعد فأني أسلم الفلسطينيين إلى يدك فزحف داود على بعل فراحيم وضربهم داود هناك وقال قد فتح الرب ثغرة في أعدائي أمام وجهي كالثغرة الني تفتحها المياه ولذلك سمى ذلك المكان بعل فراحيم وتركوا هناك أصنامهم فأخذها داود ورجاله وعاد الفلسطينيون فصعدوا وأنتشروا في وادي رفائيم فسأل داود الرب فقال له لا تصعد مجابهة بل أعطف من خلفهم وأتهم من حيال أشجار البلسأن فإذا سمعت صوت خطوات في رؤوس أشجار البلسأن فهلم حينئذ لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب معسكر الفلسطينيين  ففعل داود كذلك على حسب ما أمره الرب وضرب الفلسطينيين من جبع إلى مدخل جازر

سفر صموئيل الثاني الفصل السادس

وعاد داود وجمع كل المنتخبين في إسرائيل وكانوا ثلاثين ألفا ونهض داود ومضى بكل الشعب الذي معه من بعلة يهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يدعى الآسم آسم رب القوات الجالس على الكروبين فجعلوا تابوت الله على عجلة جديدة وحملوه من بيت أبيناداب الذي في الأكمة وكان عزا وأحيو أبنا أبيناداب يقودأن العجلة مع تابوت الله وكان أحيو يسير أمام التابوت وكان داود كل بيت إسرائيل يلعبون أمام الرب بكل آلة من السرو بالكنارات والعيدأن والدفوف والجنوك والصنوج فلما وصلوا إلى بيدر نكون مد عزا يده إلى تابوت الله فأمسكه لأن الثيرأن كانت قد تعثرت فاشتد غضب الرب على عزا وضربه الله هناك بسبب هفوته فمات هناك عند تابوت الله فغضب داود من هجوم الرب على عزا ولذلك دعي ذلك المكان فرآص عزا إلى هذا اليوم وخاف داود من الرب في ذلك اليوم وقال كيف ينزل تابوت الرب عندي؟ولم يشأ داود أن يمال إليه بتابوت الرب إلى مدينة داود فأخذه داود إلى بيت عوبيد أدوم الجتي فبقي تابوت الرب في بيت عوبيد أدوم الجتي ثلاثة أشهر فبارك الرب عوبيد أدوم وكل بيته فأخبر الملك داود وقيل له أن الرب قد بارك عوبيد أدوم كل ما له بسبب تابوت الله فمضى داود وأصعد تابوت الله بفرح من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود ولما خطا حاملو تابوت الرب ست خطوات ذبح ثورا وعجلا مسمنا وكان داود يرقص ويدور على نفسه بكل قوته أمام الرب وكان داود متمنطقا بأفود من كتأن وأصعد داود كل بيت إسرائيل تابوت الرب بالهتاف وصوت البوق ولما دخل تابوت الرب مدينة داود أطلت ميكال ابنة شاول من النافذة ورأت الملك داود يطفر ويرقص أمام الرب فآزدرته في قلبها وأدخلوا تابوت الرب وأقاموه في مكانه في وسط الخيمة التي نصبها له داود وأصعد داود محرقات أمام الرب وذبائح سلامية ولما أنتهى داود من إصعاد المحرقات والذبائح السلامية بارك الشعب بآسم رب القوات ووزع على كل الشعب على كل جمهور إسرائيل رجالا ونساء لكل واحد رغيف خبز وكعكة بلح وقرص زبيب وأنصرف الشعب كل واحد إلى بيته ورجع داود ليبارك بيته فخرجت ميكال آبنة شاول للقاء داود وقالت ما أمجد ملك إسرائيل اليوم حيث يتعرى اليوم في عيون إماء عبيده كما يتعرى أحد الذين لا خير فيهم فقال داود لميكال أنما كان ذلك أمام الرب الذي آختارني على أبيك وعلى كل بيته ليقيمني رئيسا على شعب الرب على إسرائيل لذلك لعبت أمام الرب ولقد أتصاغر دون ذلك وأكون دنيئا في عيني نفسي ولكنني أتمجد في عيون تلك الإماء التي ذكرتها ولم تلد ميكال ابنة شاول ولدا إلى يوم ماتت

ان قصة صعود داود أو جلوسه على العرش هي بنية أدبية شديدة الإحكام يحاول الرواة والمحررون أن يسردوا القصة باستعمال التوازي ولكن وجود الفقرات المزدوجة المتشابهة مدهش جداً فدخول داود في خدمة شاول ومحاولة شاول الفاشلة لاغتيال داود وتدخل يوناتان لخير داود وقدوم داود إلى الفلسطينيين وإبلاغ أهل زيف وقصة إبقاء داود على حياة شاول كل ذلك يروي مرتين ولذلك اعتقد بعض المفسرين ان هذه الفصول هي أمتداد للوثائق الواردة في كتب الشريعة الخمسة

يبدو بالأحرى في معظم الحالات أننا امام تقاليد مختلفة سبق أن استقرت مشافهة أو كتابة قد حرص الرواة والمحررون على المحافظة عليها وحالوا أن ينظموها بعبارات إطارية وأشاروا بأستعمال كلمات أساسية إلى الموصوعات السائدة في كل قسم من الأقسام بالرغم من وجود تلك الفقرات المزدوجة المتشابهة فإن في قصة ارتقاء داود العرش من القرابة مع قصة الخلافة ما يحمل على الظن أن المؤلفين كانوا ينتمون إلى بيئة واحدة أي كتاب من بلاد اورشليم أختاروا وصاغوا تقاليد شفهية سبق أن كانت تمتدح الملك ان السير نحو إسباغ الكمال المثالي على داود الذي يبدو لنا بوضوح في هذا القسم قد استمر في مرحلة لاحقة من التحرير فمن الواضح ان سفر صموئيل الأول الفصل السادس عشر اعلاه فيه يروي مسح داود عن يد صموئيل يهدف إلى وضع الملك الثاني والأول على مستوى واحد وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفصل الخامس عشر من سفر صموئيل الأول الذي لا نزع في أهميته الثانوية

سفر صموئيل الأول الفصل الخامس عشر

وقال صموئيل لشاول أنا الذي أرسلني الرب لأمسحك ملكا على شعبه على إسرائيل فأسمع الآن قول الرب هكذا يقول رب القوات سأفتقد عماليق لما صنع بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر فهلم الآن واضرب عماليق وحرم كل ما لهم ولا تبق عليه بل أمت الرجال والنساء والأولاد وحتى الرضع والبقر والغنم والإبل والحمير فنادى شاول الشعب واستعرضهم في طلائيم فكانوا مئتي ألف راجل وعشرة آلاف رجل من يهوذا فزحف شاول على مدينة عماليق وكمن في الوادي وقال شاول للقينيين اذهبوا انصرفوا وانزلوا من بين العمالقة لئلا أزيلكم معهم لأنكم قد صنعتم رحمة إلى بني إسرائيل كلهم عند صعودهم من مصر فانصرف القينيون من بين عماليق وضرب شاول عماليق من حويلة إلى شور التي شرقي مصر وأخذ أجاج ملك عماليق حيا وحرم شعبه أجمع بحد السيف وأبقى شاول والشعب على أجاج وعلى خيار الغنم والبقر كل سمين والحملان كل ما كان جيدا وأبوا أن يحرموها ولكن كل ما كان حقيرا هزيلا حرموه فكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا إني قد ندمت على إقامتي شاول ملكا لأنه ارتد عن اتباعي ولم يعمل بأمري فغضب صموئيل وصرخ إلى الرب كل ليله ثم بكر صموئيل في الصباح للقاء شاول فأخبر صموئيل وقيل له إن شاول قد ذهب إلى الكرمل وهوذا قد نصب لنفسه نصبا وانثنى وعبر نازلا إلى الجلجال فلما وصل صموئيل إلى شاول قال له شاول عليك بركة الرب إني قد عملت بأمر الرب قال صموئيل فما هذا الصوت صوت الغنم الذي في أذني وصوت البقر الذي أنا سامعه؟قال شاول قد أتوا بها من العمالقة لأن الشعب قد أبقوا على خيار الغنم والبقر ليذبحوا للرب إلهك والباقي حرمناه فقال صموئيل لشاول قف حتى أخبرك بما كلمني به الرب في هذا الليل فقال له شاول تكلم فقال صموئيل لشاول ألم تصر رئيسا لأسباط إسرائيل مع أنك كنت حقيرا في عيني نفسك ومسحك الرب ملكا على إسرائيل وقد أرسلك الرب في حملة وقال لك اذهب فحرم العمالقة الخاطئين وقاتلهم حتى يفنوا؟فلم لم تسمع لكلام الرب، وتهافت على الغنيمة وعملت الشر في عيني الرب؟فقال شاول لصموئيل لقد سمعت لكلام الرب وذهبت إلى الحملة التي أرسلني الرب إليها وجئت بأجاج ملك عماليق والعمالقة حرمتهم فأخذ الشعب من الغنيمة غنما وبقرا خيار المحرم ليذبح للرب إلهك في الجلجال فقال صموئيل أترى الرب يهوى المحرقات والذبائح كما يهوى الطاعة لكلام الرب إن الطاعة خير من الذبيحة والانقياد أفضل من شحم الكباش لأن العصيان كخطيئة العرافة والتمرد كإثم الترافيم وبما أنك نبذت كلام الرب فقد نبذك الرب كملك فقال شاول لصموئيل قد خطئت متعديا أمر الرب وكلامك لأني خفت من الشعب وسمعت لكلامه فأغفر الآن خطيئتي وارجع معي فأسجد للرب فقال صموئيل لشاول لا أرجع معك لأنك نبذت كلام الرب وقد نبذك الرب كملك على إسرائيل وتحول صموئيل لينصرف فأمسك شاول بطرف ردائه فانتزع فقال له صموئيل اليوم انتزع الرب مملكة إسرائيل عنك وسلمها إلى قريبك الذي هو خير منك فإن بهاء إسرائيل لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنسانا فيندم فقال شاول قد خطئت فأكرمني الآن أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل وارجع معي لأسجد للرب إلهك فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب وقال صموئيل هلم إلي بأجاج ملك عماليق فتقدم إليه أجاج مرتاح البال لأن أجاج قال في نفسه لا شك أن مرارة الموت قد ابتعدت فقال صموئيل كما أثكل سيفك النساء تثكل أمك بين النساءوقطع صموئيل أجاج أمام الرب في الجلجال ثم انصرف صموئيل إلى الرامة وصعد شاول إلى بيته إلى جبع شاول ولم يعد صموئيل يرى شاول إلى يوم وفاته لأن صموئيل حزن على شاول وندم الرب على أنه ملك شاول على إسرائيل

إن الفصول الخاصة بحروب شاول هي تجميع نجد فيها تقاليد قديمة في المعارك التي شنت في أيام شاول على الفلسطينيين والتي كان بطلها الحقيقي يوناتان صديق داود فمن الواضح أن النزعة فيها معادية لشاول

سفر صموئيل الأول الفصل الثالث عشر

وكان شاول ابن كذا من العمر حين ملكا وملك كذا من السنين على اسرائيل واختار لنفسه ثلاثة آلاف من إسرائيل فكان معه ألفان في مكماش وجبل بيت إيل وكان مع يوناتان ألف في جبع بنيامين وصرف شاول بقية الشعب كل واحد إلى خيمته فضرب يوناتان عميد الفلسطينيين في جبع وسمع أهل فلسطين ذلك ونفخ شاول في البوق في الأرض كلها وقال ليسمع العبرانيون فسمع كل إسرائيل وقيل له إن شاول قد ضرب عميد الفلسطينيين وإن الفلسطينيين أخذوا يمقتون إسرائيل فاستدعي الشعب وراء شاول في الجلجال واجتمع الفلسطينييون لمحاربة إسرائيل وكان هناك ثلاثون ألف مركبة وستة آلاف من الفرسان وشعب مثل الرمل الذي على ساحل البحر كثرة وصعدوا وعسكروا في مكماش شرقي بيت آون فلما رأى رجال إسرائيل أنهم في ضيق لأن الشعب كان مضغوطا عليه، اختبأ الشعب في المغاور والحفر والصخور والسراديب والآبار وعبر قوم من العبرانيين الأردن إلى أرض جاد وجلعاد فمكث سبعة أيام بحسب ميعاد صموئيل فلم يأت صموئيل إلى الجلجال وتفرق الشعب عن شاول فقال شاول قدموا لي المحرقة والذبائح السلامية وأصعد المحرقة فلما انتهى من إصعاد المحرقة إذا صموئيل قد أقبل فخرج شاول للقائه والتسليم عليه فقال صموئيل ماذا فعلت؟فقال شاول رأيت الشعب يتفرق عني وأنت لم تأت في أيام الميعاد والفلسطينيون مجتمعون في مكماش فقلت في نفسي الآن ينزل الفلسطينييون علي إلى الجلجال ولم أسترض وجه الرب كرهت نفسي وأصعدت المحرقة فقال صموئيل لشاول إنك بحماقة فعلت لأنك لم تحفظ وصية الرب إلهك التي أوصاك بها ولولا ذلك لكان الرب قد أقر ملكك على إسرائيل للأبد وأما الآن فلا يثبت ملكك، لأن الرب قد اختار له رجلا على حسب قلبه وأقامه قائدا على شعبه لأنك لم تحفظ ما أوصاك الرب به وقام صموئيل وصعد من الجلجال ليمضي في سبيله. وصعد بقية الشعب وراء شاول لملاقاة الشعب المحارب وذهب من الجلجال إلى جبع بنيامين. واستعرض شاول الشعب الذي معه فكان نحو ست مئة رجل وكان شاول ويوناتان ابنه ومن معهما من الشعب مقيمين بجبع بنيامين، والفلسطينيون معسكرين في مكماش فخرج المخربون من معسكر الفلسطينيين ثلاث فرق فاتجهت فرقة منها نحو عفرة في أرض شوعال واتجهت فرقة أخرى نحو بيت حورون واتجهت فرقة أخرى نحو القمة المشرفة على وادي صبوعين ناحية البرية ولم يكن يوجد في كل أرض إسرائيل حداد لأن الفلسطينيين قالوا يجب ألا يعمل العبرانيون سيفا أو رمحا فكان كل إسرائيل ينزل إلى الفلسطينيين كل امرئ منهم ليسن سكته ومعوله وفأسه ومنجله وكان السن بثلثي مثقال للسكك والمعاول والمثلثات الأسنان والفؤوس ولتدبيب المناخس فلما حان وقت الحرب لم يوجد سيف ولا رمح في يد كل الشعب الذي مع شاول ويوناتان ما عدا شاول ويوناتان ابنه وخرجت مفرزة من الفلسطينيين إلى معبر مكماش

سفر صموئيل الأول الفصل الرابع عشر

وفي ذات يوم قال يوناتان بن شاول للخادم الحامل سلاحه هلم نعبر إلى مفرزة الفلسطينيين التي في الجانب الآخر ولم يكن قد أعلم أباه وكان شاول جالسا في طرف جبع تحت شجرة رمان في مجرون وكان معه نحو من ست مئة رجل وكان أحيا بن أحيطوب أخي إيكابود بن فنحاس بن عالي كاهن الرب في شيلو حاملا الأفود ولم يكن الشعب يعلم أن يوناتان قد ذهب وكان بين المعابر التي أراد يوناتان أن يعبرها إلى مفرزة الفلسطينيين سن صخرة من هذه الجهة وسن صخرة من تلك الجهة اسم الواحدة بوصيص واسم الأخرى سانة والسن الأولى قائمة من جهة الشمال مقابل مكماش والأخرى من الجنوب مقابل جبع فقال يوناتان للخادم الحامل سلاحه هلم نعبر إلى مفرزة أولئك القلف لعل الرب يعمل لأجلنا لأنه لا يعسر على الرب أن يخلص بالعدد الكثير أو القليل فقال له حامل سلاحه اصنع كل ما في قلبك وتقدم وهاءنذا معك كما تحب فقال يوناتان نعبر إلى هؤلاء القوم ونظهر لهم أنفسنا فإن قالوا لنا قفا حتى نصل إليكما نقف في مكاننا ولا نصعد إليهم وإن قالوا لنا اصعدا إلينا نصعد لأن الرب إلهنا يكون قد أسلمهم إلى أيدينا وهذا يكون علامة لنا فأظهرا أنفسهما لمفرزة الفلسطينيين فقال الفلسطينيون هوذا العبرانيون خارجون من الحفر التي اختبأوا فيها وقال رجال المفرزة ليوناتان ولحامل سلاحه تعاليا إلينا نعلمكما أمرا فقال يوناتان لحامل سلاحه اصعد في إثري لأن الرب قد أسلمهم إلى يد إسرائيل وصعد يوناتان على يديه ورجليه وحامل سلاحه وراءه فسقط الفلسطينيون أمام يوناتان وكان حامل سلاحه يقتل وراءه وكانت الضربة الأولى التي ضربها يوناتان وحامل سلاحه تعد نحو عشرين رجلا في نحو نصف تلم فدان الحقل فحل الرعب في المعسكر في الحقل وفي كل الشعب وارتعشت المفرزة والمخربون أيضا وارتعدت الأرض وكان رعب من لدن الله ورأى مراقبو شاول الذين في جبع بنيامين أن الجمهور يتبدد ويتفرق فقال شاول للشعب الذي معه استعرضوا وانظروا من غاب من عندنا فتفقدوا فإذا يوناتان وحامل سلاحه ليسا هناك فقال شاول لأحيا هلم بتابوت الله لأن تابوت الله كان مع بني إسرائيل في ذلك اليوم ولم ينته شاول من كلامه مع الكاهن حتى أخذ يتزايد الضجيج الذي في معسكر الفلسطينيين فقال شاول للكاهن كف يدك واجتمع شاول كل الشعب الذي معه وجاؤوا إلى المعركة فإذا بسيف كل واحد على صاحبه وكان بلبال عظيم جدا وانضم أيضا إلى من كان مع شاول ويوناتان من إسرائيل العبرانيون الذين كانوا مع الفلسطينيين من أمس فما قبل ممن صعدوا معهم إلى المعسكر وحوله وسمع جميع رجال إسرائيل الذين اختبأوا في جبل أفرائيم بهزيمة الفلسطينيين فتعقبوهم هم أيضا للقتال وخلص الرب إسرائيل في ذلك اليوم وانتقلت الحرب الى بيت آون وتضايق رجال إسرائيل في ذلك اليوم فأعلن شاول على الشعب يمين اللعنة هذه فقال ملعون الرجل الذي يذوق طعاما إلى المساء حتى أنتقم من أعدائي فلم يذق الشعب كله طعاما وجاء كل الشعب إلى الغاب وكان على وجه الحقل عسل ودخل الشعب في الغاب فإذا العسل يسيل فلم يمد أحد يده إلى فمه لأن الشعب خاف من القسم وأما يوناتان فلم يكن سامعا حين أعلن أبوه على الشعب يمين اللعنة فمد طرف العصا التي بيده وغمسها في شهد العسل ورد يده إلى فمه فاستنارت عيناه فكلمه رجل من الشعب وقال له إن أباك أعلن على الشعب يمين اللعنة فقال ملعون الرجل الذي يذوق اليوم طعاما مع أن الشعب قد أعيا فقال يوناتان قد عكر أبي صفو الأرض انظروا كيف استنارت عيناي لأني ذقت قليلا من هذا العسل فكيف بالأحرى لو أكل الشعب اليوم من غنيمة أعدائه التي أصابها؟أفما كانت الآن ضربة أعظم على الفلسطينيين؟وضرب الفلسطينيين في ذلك اليوم من مكماش إلى أيالون وأعيا الشعب جدا وتهافت الشعب على الغنيمة وأخذ غنما وبقرا وعجولا وذبح علما الأرض وأكل الشعب بالدم فأخبر شاول وقيل له قد خطى الشعب إلى الرب لأنه أكل بالدم فقال شاول قد تعديتم فدحرجوا إلي اليوم صخرة عظيمة وقال شاول تفرقوا في الشعب وقولوا له ليقدم إلي كل واحد بقره وغنمه واذبحوا ههنا وكلوا ولا تخطأوا إلى الرب وتأكلوا بالدم فقدم الشعب كل رجل منهم ثوره بيده في تلك الليلة وذبح هناك وبنى شاول مذبحا للرب وكان أول مذبح بناه للرب وقال شاول لننزل في إثر الفلسطينيين ليلا ونسلبهم إلى ضوء الصباح ولا نبق منهم رجلا فقالوا إفعل ما يحسن في عينيك فقال الكاهن لنتقدم إلى هناك إلى الله فسأل شاول الله هل أنزل في إثر الفلسطينيين؟هل تسلمهم إلى يد إسرائيل؟فلم يجبه في ذلك اليوم فقال شاول تقدموا إلى هنا يا جميع أركان الشعب واعلموا وانظروا إذا كانت الخطيئة في هذا اليوم فإنه حي الرب مخلص إسرائيل ولو كانت في يوناتان ابني ليموتن موتا فلم يكن من يجيبه من كل الشعب فقال لكل إسرائيل كونوا أنتم في ناحية وأنا وابني يوناتان في ناحية فقال الشعب ما حسن في عينيك فأصنعه فقال شاول أيها الرب إله إسرائيل لماذا لم تجب عبدك في هذا اليوم؟ إن كانت هذه الخطيئة في أو في يوناتان ابني أيها الرب إله إسرائيل أعط اوريم وإن كانت هذه الخطيئة في شعبك إسرائيل أعط توميم فاخذ يوناتان وشاول ونجا الشعب فقال شاول ألقوا القرعة بيني وبين يوناتان ابني فأخذ يوناتان فقال شاول ليوناتان أخبرني مما صنعت فأخبره يوناتان وقال ذقت ذوقا برأس العصا التي بيدي قليل عسل فهاءنذا أموت فقال شاول كذا يصنع الله بي وكذا يزيد إن لم تمت موتا يا يوناتان فقال الشعب لشاول أيموت يوناتان الذي أجرى هذا النصر العظيم في إسرائيل؟حاش حي الرب إنه لا تسقط شعرة من رأسه على الأرض لأنه عمل مع الله في هذا اليوم وأفتدى الشعب يوناتان ولم يقتل فكف شاول عن مطاردة الفلسطينيين وانصرف الفلسطينيون إلى مكانهم وتولى شاول الملك على إسرائيل وحارب كل من كان حوله من الأعداء من الموآبيين وبني عمون والأدوميين وملوك صوبة والفلسطينيين وكان حيثما اتجه ظافرا وقاتل ببأس وضرب عماليق وأنقذ إسرائيل من يد ناهبيهم وكان بنو شاول يوناتان ويشوي وملكيشوع واسم ابنتيه اسم البكر ميراب واسم الصغرى ميكال واسم زوجة شاول أحينوعم بنت أحيماعص واسم قائد جيشه أبنير بن نير عم شاول وكان قيس أبو شاول ونير أبو أبنير أبني أبيئيل وكانت حرب شديدة على الفلسطينيين كل أيام شاول وكان شاول كلما رأى رجلا باسلا أو ذا بأس ضمه إليه

ورواية الحملة على أبيملك من سفر صموئيل الاول الفصل الخامس عشر اعلاه مبنية على أسس الذي اذنب بمخالفته احدى وصايا الله وخلع شاول هو المدخل الضروري لقصة داود المتصلة به مباشرة

اعداد الشماس سمير كاكوز

تعليقات