سفر صموئيل الأول والثاني وتاريخ إسرائيل
يشمل سفرا صموئيل الأول والثاني حقبة زمنية طويلة من تاريخ اسرائيل تقودنا حتى أيام شيخوخة داود وذلك قبل جلوس سليمان على العرش في السنة 970 قبل الميلاد ببضع سنوات أما تحديد الأحداث الأولى في التاريخ فهو أمر صعب لأن هذه الأحداث يحيط بها الغموض الزمني كما يحيط بقصص سفر القضاة من ذلك الزمن القديم في 2 صموئيل الفصل الثامن سفري صموئيل الأول الثاني تقاليد يتمتع بعض عناصرها بأصالة لا جدل فيها هذا شأن الأخبار عن السيادة الفلسطينية وخصوصا عن احتكار الحديد الذي احتفظ به الفلسطينييون وروايات المعارك المليئة بلأخبار المكانية الدقيقة والتي يمكن التثبت منها وروايات تنقلات داود الهارب
سفر صموئيل الأول الفصل الثالث عشر
وكان شاول ابن كذا من العمر حين ملكا وملك كذا من السنين على اسرائيل واختار لنفسه ثلاثة آلاف من إسرائيل فكان معه ألفان في مكماش وجبل بيت إيل وكان مع يوناتان ألف في جبع بنيامين وصرف شاول بقية الشعب كل واحد إلى خيمته فضرب يوناتان عميد الفلسطينيين في جبع وسمع أهل فلسطين ذلك ونفخ شاول في البوق في الأرض كلها وقال ليسمع العبرانيون فسمع كل إسرائيل وقيل له إن شاول قد ضرب عميد الفلسطينيين وإن الفلسطينيين أخذوا يمقتون إسرائيل فاستدعي الشعب وراء شاول في الجلجال واجتمع الفلسطينييون لمحاربة إسرائيل وكان هناك ثلاثون ألف مركبة وستة آلاف من الفرسان وشعب مثل الرمل الذي على ساحل البحر كثرة وصعدوا وعسكروا في مكماش شرقي بيت آون فلما رأى رجال إسرائيل أنهم في ضيق لأن الشعب كان مضغوطا عليه اختبأ الشعب في المغاور والحفر والصخور والسراديب والآبار وعبر قوم من العبرانيين الأردن إلى أرض جاد وجلعاد فمكث سبعة أيام بحسب ميعاد صموئيل فلم يأت صموئيل إلى الجلجال وتفرق الشعب عن شاول فقال شاول قدموا لي المحرقة والذبائح السلامية وأصعد المحرقة فلما انتهى من إصعاد المحرقة إذا صموئيل قد أقبل فخرج شاول للقائه والتسليم عليه فقال صموئيل ماذا فعلت؟فقال شاول رأيت الشعب يتفرق عني وأنت لم تأت في أيام الميعاد والفلسطينييون مجتمعون في مكماش فقلت في نفسي الآن ينزل الفلسطينييون علي إلى الجلجال ولم أسترض وجه الرب كرهت نفسي وأصعدت المحرقة فقال صموئيل لشاول إنك بحماقة فعلت لأنك لم تحفظ وصية الرب إلهك التي أوصاك بها ولولا ذلك لكان الرب قد أقر ملكك على إسرائيل للأبد وأما الآن فلا يثبت ملكك لأن الرب قد اختار له رجلا على حسب قلبه وأقامه قائدا على شعبه لأنك لم تحفظ ما أوصاك الرب به وقام صموئيل وصعد من الجلجال ليمضي في سبيله وصعد بقية الشعب وراء شاول لملاقاة الشعب المحارب وذهب من الجلجال إلى جبع بنيامين واستعرض شاول الشعب الذي معه فكان نحو ست مئة رجل وكان شاول ويوناتان ابنه ومن معهما من الشعب مقيمين بجبع بنيامين، والفلسطينيون معسكرين في مكماش فخرج المخربون من معسكر الفلسطينيين ثلاث فرق فاتجهت فرقة منها نحو عفرة في أرض شوعال واتجهت فرقة أخرى نحو بيت حورون واتجهت فرقة أخرى نحو القمة المشرفة على وادي صبوعين ناحية البرية ولم يكن يوجد في كل أرض إسرائيل حداد لأن الفلسطينيين قالوا يجب ألا يعمل العبرانيون سيفا أو رمحا فكان كل إسرائيل ينزل إلى الفلسطينيين كل امرئ منهم ليسن سكته ومعوله وفأسه ومنجله وكان السن بثلثي مثقال للسكك والمعاول والمثلثات الأسنان والفؤوس ولتدبيب المناخس فلما حان وقت الحرب لم يوجد سيف ولا رمح في يد كل الشعب الذي مع شاول ويوناتان ما عدا شاول ويوناتان ابنه وخرجت مفرزة من الفلسطينيين إلى معبر مكماش
سفر صموئيل الاول الفصل السابع عشر
وجمع الفلسطينييون قواتهم للحرب واجتمعوا في سوكو التي ليهوذا وعسكروا بين سوكو وعزيقة في أفيس دميم واجتمع شاول ورجال إسرائيل وعسكروا عند وادي المطمة واصطفوا لمحاربة الفلسطينيين ووقف الفلسطينييون على جبل من ههنا ووقف إسرائيل على جبل من هناك وبينهم الوادي فخرج رجل مبارز من صفوف الفلسطينيين اسمه جليات من جت وكان طوله ست أذرع وشبرا وعلى رأسه خوذة من نحاس وكان لابسا درعا حرشفية ووزن الدرع خمسة آلاف مثقال نحاس وعلى رجليه ساقان من نحاس وبين كتفيه مزراق من نحاس وقناة رمحه كمطوى النساج ووزن سنان رمحه ست مئة مثقال حديد وكان يتقدمه رجل يحمل ترسه فوقف ونادى صفوف إسرائيل وقال لهم لماذا تخرجون للاصطفاف في الحرب؟آلست أنا الفلسطيني وأنتم عبيد شاول؟فاختاروا لكم رجلا ينازلني فإن استطاع أن يحاربني وقتلني صرنا لكم عبيدا وإن ظفرت أنا به وقتلته تصيرون أنتم لنا عبيدا وتخدموننا وأضاف الفلسطيني إني أعير اليوم صفوف إسرائيل هاتوا لي رجلا لنتقاتل معا فسمع شاول كل إسرائيل كلام الفلسطيني هذا ففزعوا وخافوا خوفا شديدا وكان داود ابن ذلك الرجل الأفراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسى وكان له ثمانية بنين وكان الرجل على عهد شاول قد شاخ وتقدم في السن بين الناس وإن ثلاثة من بنيه الكبار مضوا وتبعوا شاول إلى الحرب وأسماء بنيه الثلاثة الذين ذهبوا إلى الحرب ألياب وهو البكر وأبيناداب ثانيه وشمة الثالث وكان داود الأصغر فمضى الثلاثة الكبار في إثر شاول وأما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم أبيه في بيت لحم وكان الفلسطيني يبرز ويقف صباحا ومساء أربعين يوما فقال يسى لداود ابنه خذ لإخوتك إيفة من هذا الفريك وهذه الأرغفة العشرة وهلم إلى إخوتك في المعسكر وخذ قطع الجبن العشر هذه لقائد الألف وافتقد إخوتك هل هم بخير وخذ منهم عربونا وهم وشاول وجميع رجال إسرائيل في وادي البطمة يقاتلون الفلسطينيين فبكر داود في الصباح ووكل الغنم إلى من يسهر عليها وحمل ومضى كما أمره يسى ووصل إلى المعسكر وكان الجيش يخرج للاصطفاف ويهتف للحرب واصطف إسرائيل والفلسطينييون صفا بإزاء صف فترك داود الأمتعة التي معه في يد حافظ الأمتعة وعدا إلى الصف وأتى وسأل عن سلامة إخوته وبينما هو يكلمهم إذا الرجل المبارز المسمى جليات الفلسطيني من جت قد صعد من صف الفلسطينيين وتكلم بذلك الكلام نفسه فسمعه داود فلما رأى جميع رجال إسرائيل ذلك الرجل هربوا من وجهه وخافوا خوفا شديدا وقال رجال إسرائيل أرأيتم هذا الرجل الصاعد؟إنما هو صاعد ليعير إسرائيل من قتله يغنيه الملك غنى عظيما ويزوجه ابنته ويعني بيت أبيه من كل جزية في إسرائيل فقال داود للذين كانوا واقفين معه ماذا يصفع إلى من يقتل هذا الفلسطيني ولصرف العار عن إسرائيل؟ومن عسى أن يكون هذا الفلسطيني الأقلف حتى يعير صفوف الله الحي؟فكلمه القوم بمثل هذا الكلام وقالوا كذا يصنع إلى من يقتله فسمع أليآب أخوه الأكبر ما تكلم به مع الرجال فغضب أليآب علما داود وقال له لماذا نزلت إلى وعند من تركت تلك الغنيمات القلائل في البرية؟إني أعرف اعتدادك بنفسك ومكر قلبك إنك إنما نزلت لترى القتال فقال داود ماذا صنعت الآن؟أليس ذلك مجرد كلام؟وانصرف من عنده إلى رجل آخر وقال مثل قوله الأول فأجابه القوم بجوابهم الأول فسمع الكلام الذي تكلم به داود وتحدثوا به أمام شاول فاستحضره فقال داود لشاول لا تخر عزيمة أحد بسببه فإن عبدك يمضي فيحارب هذا الفلسطيني فقال شاول لداود لا تقدر على ملاقاة هذا الفلسطيني ومقاتلته لأنك أنت ولد وهو رجل حرب منذ صباه فقال داود لشاول كان عبدك يرعى غنم أبيه فكان يأتي أسد وتارة دب ويخطف شاة من القطيع فكنت أخرج وراءه وأضربه وأنقذها من فمه واذا وثب علي أخذت بذقنه وضربته فقتلته فقد قتل عبدك أسدا ودبا وسيكون هذا الفلسطيني الأقلف مثل واحد منهما لأنه عير صفوف الله الحي وأضاف داود إن الرب الذي أنقذني من يد الأسد والدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني فقال شاول لداود إمض وليكن الرب معك وألبس شاول داود ثيابه وجعل على رأسه خوذة من نحاس وألبسه درعا وتقلد داود سيفه فوق ثيابه وحاول أن يمشي لأنه لم يكن قد جرب فقال داود لشاول لا أستطيع أن أمشي بهذه لأني لم أكن قد جربتها ونزعها داود عنه ثم أخذ عصاه بيده وانتقى خمسة حجارة ملس من الوادي ووضعها في جيب كيس الراعي الذي له ومقلاعه بيده وتقدم من الفلسطيني فجاء الفلسطيني واقترب من داود يتقدمه الرجل الحامل ترسه وتطلع الفلسطيني ورأى داود فاحتقره لأنه كان ولدا أصهب جميل المنظر فقال الفلسطيني لداود أكلب أنا حتى تأتيني بالعصي؟ولعن الفلسطيني داود بآلهته ثم قال الفلسطيني لداود هلم فأجعل لحمك لطيور السماء وبهائم الحقود فقال داود للفلسطيني أنت تأتيني بالسيف والرمح والمزراق وأنا آتيك باسم رب القوات إله صفوف إسرائيل الذي أنت عيرته في هذا اليوم يسلمك الرب إلى يدي فأقتلك وأفصل رأسك عنك وأجعل اليوم جثث جيش الفلسطينيين لطيور السماء ووحوش الأرض حتى تعلم الأرض كلها أن لإسرائيل إلها وتعلم هذه الجماعة كلها أن ليس بالسيف والرمح يخلص الرب لأن للرب القتال وهو يسلمكم إلى أيدينا وكان لما نهض الفلسطيني وذهب وتقدم لملاقاة داود أن داود أسرع وركض نحو صف القتال لملاقاة الفلسطيني ومد داود يده إلى الكيس وأخذ منه حجرا وقذف بالمقلاع فضرب الفلسطيني في جبهته وانغرز الحجر في جبهته فسقط على وجهه على الأرض وانتصر داود على الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني وقتله ولم يكن في يد داود سيف فركض داود ووقف على الفلسطيني وأخذ سيفه واستله من غمده وقتله وقطع به رأسه فلما رأى الفلسطينييون أن بطلهم قد قتل هربوا وقام رجال إسرائيل ويهوذا وهتفوا وطاردوا الفلسطينيين حتى انتهوا إلى الوادي وإلى أبواب عقرون وسقط قتلى الفلسطينيين في طريق شعرئيم إلى جت وإلى عقرون ثم رجع بنو إسرائيل عن مطاردة الفلسطينيين ونهبوا معسكرهم وأخذ داود رأس الفلسطيني وجاء به إلى أورشليم ووضع سلاحه في خيمته ورأى شاول داود حين خرج للقاء الفلسطيني فقال لأبنير قائد الجيش ابن من هذا الفتى يا أبنير؟فقال أبنير حية نفسك أيها الملك إني لا أعرفه فقال الملك سل ابن من هذا الفتى فلما رجع داود من قتله الفلسطيني أخذه أبنير وأدخله على شاول ورأس الفلسطيني بيده فقال له شاول ابن من أنت يا فتى؟فقال له داود أنا ابن عبدك يسى من بيت لحم
سفر صموئيل الأول الفصل الحادي والثلاثون
وكان الفلسطينيون يقاتلون إسرائيل فانهزم رجال إسرائيل من وجه الفلسطينيين وسقطوا قتلى في جبل الجلبوع فضيق الفلسطينيون على شاول وبنيه وقتل الفلسطينيون يوناتان وأبيناداب وملكيشوع بني شاول واشتد القتال على شاول فأدركه الرماة بالقسي وأثخنوه بالجراح فقال شاول لحامل سلاحه استل سيفك واطعني به لئلا يأتي هؤلاء القلف ويطعنوني ويشنعوا في فأبى حامل سلاحه لأنه خاف خوفا شديدا فأخذ شاول سيفه وسقط عليه ولما رأى حامل سلاحه أن قد مات شاول سقط هو أيضا على سيفه ومات معه فمات شاول وثلاثة بنيه وحامل سلاحه وجميع رجاله معا في ذلك اليوم ورأى رجال إسرائيل الذين في عبر الوادي والذين في عبر الأردن أن قد انهزم رجال إسرائيل ومات شاول وبنوه فتركوا المدن وهربوا وأتى الفلسطينيون وأقاموا فيها وفي الغد أتى الفلسطينيون ليسلبوا القتلى فوجدوا شاول وثلاثة بنيه صرعى في جبل الجلبوع فقطعوا رأسه ونزعوا سلاحه وأرسلوا يبشرون في أرض الفلسطينيين في كل جهة في بيوت أصنامهم وفي الشعب ووضعوا سلاحه في بيت عشتاروت وعلقوا جثته على سور بيت شان وسمع أهل يابيش جلعاد بما صنع الفلسطينيون بشاول فنهض كل ذي بأس وساروا الليل كله وأخذوا جثة شاول وجثث بنيه عن سور بيت شان وأتوا بها إلى يابيش وأحرقوها هناك وأخذوا عظامهم ودفنوها تحت الطرفاء التي في يابيش وصاموا سبعة أيام
وان العلاقات المتوترة التي قامت بين مملكة اسرائيل ومملكة يهوذا والمشار إليها في تاريخ الخلافات بين بيت داود وبيت شاول وتاريخ تمرد أبشالوم تشكل هي أيضاً أخباراً تاريخية جيدة وبالرغم من عدم وجود مصادر خارجية فإن ما يخبرنا عن حروب داود لا يمكن أن يكون مختلقاً في
سفر صموئيل الثاني الفصل الثامن
وكان بعد ذلك أن داود ضرب الفلسطينيين وأذلهم وأخذ داود زمام الحكم من أيدي الفلسطينيين وضرب الموآبيين وقاسهم بالحبل مضجعا إياهم على الأرض فقاس منهم حبلين للقتل وطول حبل للآستبقاء وصار الموآبيون رعايا لداود يؤدون الجزية وضرب داود هدد عازر بن رحوب ملك صوبة وقد كان ذاهبا ليسترد سلطته على نهر الفرات وأخذ منه داود ألفا وسبع مئة فارس وعشرين ألف راجل وعرقب داود خيل جميع المركبات وأبقى منها مئة مركبة فجاء أراميو دمشق لنجدة هدد عازر ملك صوبة فقتل داود من الأراميين اثنين وعشرين الف رجل وأقام داود محافظين في أرام دمشق فصار الأراميون رعايا لداود يؤدون الجزية ونصر الرب داود حيثما توجه وأخذ داود تروس الذهب التي كانت مع ضباط هدد عازر وأتى بها إلى أورشليم وأخذ الملك داود من طبحات وبيروتاي مدينتي هدد عازر نحاسا كثيرا جدا وسمع توعو ملك حماة أن داود قد كسر جيش هدد عازر كله فأرسل توعو آبنه يورام إلى داود الملك ليقرئه السلام ويباركه لأنه قاتل هدد عازر كسره لأن هدد عازر كانت له حروب مع توعو وفي يد يورام أنية من الفضة والذهب والنحاس وهذه أيضا قدسها الملك داود للرب فبما قدسه من فضة وذهب جميع الأمم التي اخضعها من الأدوميين والموآبيين وبني عمون والفلسطينيين والعمالقة وما غنمه من هدد عازر بن رحوب ملك صوبة وأقام داود لنفسه آسما عند رجوعه بعدما قتل ثمأنية عشر ألفا من الأراميين في وادي الملح وجعل في أدوم محافظين وصار جميع الأدوميين رعايا لداود ونصر الرب داود حيثما توجه وملك داود على كل إسرائيل وكان داود يجري حكما وعدلا لكل شعبه وكان يوآب ابن صروية على رأس الجيش ويوشافاط بن احيلود مدونا وصادوق بن أحيطوب وأحيملك بن أبياتار كاهنين وسرايا كاتبا وبنايا بن يوياداع والكريييون والفليتيون وبنو داود كانوا كهنة
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق