محتوى كتابي صموئيل الأول والثاني الجزء الرابع
الجزء الثاني هو عبارة عن الفصول هذه ويضاف إليها سفر الملوك الاول الفصل الاول والثاني
سفر صموئيل الثاني الفصل التاسع
وقال داود هل بقي أحد من بيت شاول فأصنع إليه رحمة من أجل يوناتأن؟وكان لبيت شاول خادم اسمه صيبا فدعي إلى داود فقال له الملك أأنت صيبا؟قال عبدك فقال الملك ألم يبق أحد من بيت شاول فأصنع إليه رحمة الله؟فقال صيبا للملك قد بقي آبن ليوناتأن سقيم الرجلين فقال له الملك أين هو؟فقال صيبا للملك هو في بيت ماكير بن عميئيل في لودبار فأرسل الملك داود وأخذه من بيت ماكير بن عميئيل من لودبار فوصل مفيبعل بن يوناتأن بن شاول إلى داود وأرتمى على وجهه وسجد فقال داود يا مفيبعل قال هاءنذا عبدك فقال لى داود لا تخف فأني صأنع إليك رحمة من أجل يوناتأن أبيك وآمر بإرجاع جميع مزارع شاول أبيك إليك وأنت تأكل على مائدتي دائما فسجد وقال من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي؟فدعا الملك صيبا خادم شاول وقال له كل ما كان لشاول ولبيته قد أعطيته لآبن سيدك فتحرث له الأرض أنت وبنوك وخدامك وتستغلها فيكون لبيت سيدك خبز يأكله ومفيبعل آبن سيدك يأكل دائما على مائدتي وكان لصيبا خمسة عشر آبنا وعشرون خادما فقال صيبا للملك كل ما أمر به سيدي الملك عبده يفعل عبدك بحسبه وأخذ مفيبعل يأكل على مائدة داود كواحد من بني الملك وكان لمفيبعل آبن صغير أسمه ميكا وكان كل أهل بيت صيبا في خدمة مفيبعل وأقام مفيبعل في أورشليم لأنه كان يأكل دائما على مائدة الملك وكان أعرج الرجلين
سفر صموئيل الثاني الفصل العاشر
وكان بعد ذلك أن توفي ملك بني عمون فملك حنون أبنه مكانه فقال داود أصنع رحمة إلى حنون بن ناحاش كما صنع أبوه رحمة إلي وأرسل داود رجاله ليعزيه عن أبيه فوصل رجال داود إلى أرض بني عمون فقال رؤساء بني عمون لحنون سيدهم أترى داود يكرم أباك في عينيك حتى أرسل إليك معزين؟أليس أنه ليفحص المدينة ويتجسسها ويقلبها أرسل داود رجاله إليك؟فقبض حنون على رجال داود وحلق نصف لحاهم وقطع ثيابهم من الوسط حتى أدبارهم ثم صرفهم فأخبر داود فأرسل للقائهم لأن الرجال كانوا خجلين جدا وقال الملك امكثوا في أريحا حتى تنبت لحاكم ثم أرجعوا ولما رأى بنو عمون أنهم قد أصبحوا ممقوتين عند داود أرسل بنو عمون وآستأجروا أراميي بيت رحوب وأراميي صوبا أي عشرين ألف راجل ومن ملك معكة ألف رجل ومن رجال طوب آثني عشر ألف رجل فلما أخبر داود أرسل يوآب وجيش الأبطال كله فخرج بنو عمون واصطفوا للقتال عند مدخل الباب وأنفرد أراميو صوبا ورحوب ورجال طوب ومعكة في الحقول فرأى يوآب أن القتال مصوب إليه من الأمام والخلف فاختار قوما من جميع منتخبي إسرائيل وصفهم للقاء الأراميين وجعل بقية الجيش تحت يد أبيشاي أخيه فصفهم للقاء بني عمون قائلا أن قوي علي الأراميون تكون أنت لي نجدة وأن قوي عليك بنو عمون أذهب أنا لنجدتك فتشدد ولنتجلد لأجل شعبنا ولأجل مدن إلهنا وليصنع الرب ما حسن في عينيه ثم تقدم يوآب والشعب الذي معه لمقاتلة الأراميين فأنهزموا من وجهه ورأى بنو عمون أن قد أنهزم الأراميون فأنهزموا هم أيضا من وجه أبيشاي ودخلوا المدينة فعاد يوآب من محاربة بني عمون وجاء أورشليم فلما رأى الأراميون أنهم قد أنكسروا أمام إسرائيل اجتمعوا كلهم وأرسل هدد عازر وآستنفر الأراميين الذين في عبر النهر فماتوا إلى حيلام وعلى رأسهم شوباك قائد جيش هدد عازر وأخبر داود فجمع كل إسرائيل وعبر الأردن وزحف على حيلام فاصطف الأراميون للقاء داود وحاربوه فأنهزم الأراميون من وجه إسرائيل وأهلك داود من الأراميين سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس وضرب شوباك قائد جيشه فمات هناك فلما رأى جميع الملوك الخاضعين لهدد عازر أن قد أنكسروا أمام إسرائيل صالحوا إسرائيل واستعبدوا له وخاف الأراميون أن يعودوا إلى نجدة بني عمون
سفر صموئيل الثاني الفصل الحادي عشر
ولما كان مدار السنة في وقت خروج الملوك إلى الحرب أرسل داود يوآب وضباطه معه كل إسرائيل فأهلكوا بني عمون وحاصروا ربة وأما داود فبقي في أورشليم وكان عند المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى عن السطح آمرأة تستحم وكانت المراة جميلة جدا فأرسل داود وسأل عن المرأة فقيل له أنها بتشابع بنت أليعام آمرأة أوريا الحثي فأرسل داود رسلا وأخذها فماتت إليه فضاجعها وكانت قد تطهرت من نجاستها ورجعت إلى بيتها وحملت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت أنني حامل فأرسل داود إلى يوآب قائلا أرسل إلي أوريا الحثي فأرسل يوآب أوريا إلى داود فجاءه أوريا فاستخبره داود عن سلامة يوآب والشعب وعن الحرب ثم قال داود لأوريا أنزل إلى بيتك وأغسل رجليك فخرج أوريا من بيت الملك وحملت وراءه هدية من عند الملك لكن أوريا آضطجع على باب بيت الملك مع جميع خدم سيده ولم ينزل إلى بيته وأخبر داود أن أوريا لم ينزل إلى بيته فقال داود لأوريا أما جئت من السفر؟فما بالك لم تنزل إلى بيتك؟فقال أوريا لداود أن التابوت وإسرائيل ويهوذا مقيمون في الأكواخ ويوآب سيدي وضباط سيدي معسكرون على وجه الحقول وأنا أدخل بيتي وآكل وأشرب وأضاجع امرأتي؟لا وحياتك وحياة نفسك أني لا أفعل هذا فقال داود لأوريا أمكث اليوم وغدا أصرفك فبقي أوريا في أورشليم ذلك اليوم وفي الغد دعاه داود فأكل بين يديه وشرب وأسكره وخرج مساء فآضطجع في سريره مع خدم سيده وإلى بيته لم ينزل فلما كان الصباح كتب داود إلى يوآب كتابا وأرسله بيد أوريا كتب في الكتاب قائلا ضعوا أوريا حيث يكون القتال شديدا وأنصرفوا من ورائه فيضرب ويموت فكان في حصار يوآب للمدينة أنه جعل أوريا في المكان الذي علم أن فيه رجال البأس فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب، فسقط من الشعب من رجال داود ومات أوريا الحثي أيضا فأرسل يوآب وأخبر داود بكل ما كان من أمر الحرب وأمر يوآب الرسول وقال له إذا أنتهيت من كلامك مع الملك عن كل ما كان من أمر الحرب فإذا ثار غضب الملك وقال لك لم دنوتم من المدينة لتحاربوا؟أما تعلمون أنهم يرمون من فوق السور؟من قتل أبيملك بن يربعل؟أليس أن امراة رمته بقطعة رحى من فوق السور فمات في تاباص؟فماذا دنوتم من السور؟ فقل: أن عبدك أوريا الحثي أيضا قد مات فمضى الرسول ووصل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب وقال الرسول لداود قد قوي علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقول فدحرناهم إلى مدخل الباب فرمى الرماة رجالك من فوق السور فمات بعض رجال الملك، ومات أيضا عبدك أوريا الحثي فقال داود للرسول كذا تقول ليوآب لا يسؤ ذلك في عينيك لأن السيف يأكل هذا وذاك شدد قتالك على المدينة ودمرها وأنت شجعه وسمعت امرأة أوريا أن أوريا زوجها قد مات فناحت على زوجها ولما تمت أيام مناحتها أرسل داود وضمها إلى بيته فكانت زوجة له وولدت له ابنا وساء ما صنعه داود في عيني الرب
سفر صموئيل الثاني الفصل الثاني عشر
فأرسل الرب ناتأن إلى داود فأتاه وقال له كان رجلأن في إحدى المدن أحدهما غني والاخر فقير وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا والفقير لم يكن له غير نعجة وحيدة صغيرة قد اشتراها ورباها وكبرت معه ومع بنيه تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وترقد في حضنه وكانت عنده كآبنته فنزل بالرجل الغني ضيف فضن أن يأخذ من غنمه وبقره ليهيى للمسافر النازل به فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأها للرجل النازل به فاشتد غضب داود على الرجل وقال لناتأن حي الرب أن الرجل الذي صنع هذا يستوجب الموت يرد عوض النعجة أربعا جزاء أنه فعل هذا الأمر ولم يشفق فقال ناتأن لداود أنت هو الرجل هكذا قال الرب إله إسرائيل أني مسحتك ملكا عام إسرائيل وأنقذتك من يد شاول وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك أسلمتهن إلى حضنك وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا وأن كان ذلك قليلا فأني أزيدك كذا وكذا فلماذا أزدريت الرب فارتكبت الشر في عينيه؟قد ضربت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امراته آمرأة لك وإياه قتلت بسيف بني عمون والأن فلا يفارق السيف بيتك للأبد لأنك آزدريتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون امرأة لك هكذا قال الرب هاءنذا مثير عليك الشر من بيتك وسآخذ نساءك أمامك وأسلمهن إلى قريبك فيضاجع نساءك أمام هذه الشمس أنت فعلت ذلك سرا وأنا أفعل هذا الأمر أمام كل إسرائيل وأمام الشمس فقال داود لناتأن قد خطئت إلى الرب فقال ناتأن لداود أن الرب أيضا قد نقل خطيئتك عنك فلا تموت ولكن إذ أنك بهذا الأمر أهنت الرب إهأنة شديدة فالآبن الذي يولد لك يموت موتا وأنصرف ناتأن إلى بيته فتضرع داود إلى الله من أجل الولد وصام داود ودخل بيته وبات مضطجعا على الأرض فقام إليه شيوخ بيته ليقيموه عن الأرض فأبى ولم يأكل معهم طعاما فلما كان اليوم السابع مات الصبي فخاف حاشية داود أن يخبروه بموته لأنهم قالوا في أنفسهم حين كان الصبي حيا كنا نكلمه فلا يسمع لكلامنا فكيف نقول له مات الصبي فيصنع شرا ورأى داود حاشيته يتهامسون ففطن داود أن الصبي قد مات فقال داود لحاشييه هل مات الصبي فقالوا قد مات فنهض داود عن الأرض واغتسل وتطيب وغير ثيابه ودخل بيت الرب فسجد ورجع إلى بيته وطلب فوضعوا له طعاما فأكل فقال له حاشيته ما هذا الأمر الذي صنعت؟فأنك لما كان الصبي حيا صمت وبكيت فلما مات قمت وأكلت طعاما فقال لما كان الصبي حيا صمت وبكيت لأني قلت في نفسي من يعلم؟ قد يرحمني الرب ويحيا الصبي وأما الأن وقد مات فلماذا أصوم؟أفأستطيع أن أرده بعد؟أنا أصير إليه وهو لا يرجع إلي وعزى داود بتشابع آمراته ودخل عليها وضاجعها فولدت آبنا فدعته سلبمان وأحبه الرب فأرسل على لسأن ناتأن النبي وسماه يديديا لأجل الرب وحارب يوآب ربة بني عمون وأخذ مدينة الملك وأرسل يوآب رسلا إلى داود وقال قد حاربت ربة وأخذت أيضا مدينة المياه فآجمع الأن بقية الشعب وعسكر على المدينة وخذها أنت لكي لا آخذ المدينة أنا فيطلق آسمي عليها فجمع داود كل الشعب وزحف على ربة فحاربها وأخذها وأخذ تاج ملكام عن رأسه وكان وزنه قنطارا من الذهب بالحجارة الكريمة فوضع على رأس داود وأخرج من المدينة غنيمة وافرة جدا وأخرج الشعب الذي فيها وجعله على المناشير وعلى نوارج الحديد وفؤوس الحديد وجعل منه على أعمال قوالب الاجر وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون ورجع داود كل الشعب إلى أورشليم
سفر صموئيل الثاني الفصل الثالث عشر
وكان بعد ذلك أن كان لأبشالوم بن داود أخت آسمها تامار فأحبها أمنون بن داود وشغف أمنون بتامار أخته حتى سقم لأنها كانت عذراء فكان يبدو له مستحيلا أن يصنع بها شيئا وكان لأمنون صديق اسمه يوناداب بن شمعة أخي داود وكان يوناداب رجلا ذكيا جدا فقال له ما لي أراك يا ابن الملك تنحل صباحا فصباحا؟ألا تخبرني؟فقال له أمنون أني أحب تامار أخت أبشالوم أخي فقال يوناداب إضطجع على سريرك وتمارض فإذا أتاك أبوك ليعودك فقل له لتأت تامار أختي وتطعمني خبزا وتعمل الطعام أمامي لأرى وآكل من يدها فآضطجع أمنون وتمارض فأتاه الملك يعوده فقال أمنون للملك لتأت تامار أختي وتعمل أمامي كعكتين وآكل من يدها فأرسل داود إلى تامار إلى البيت وقال لها إذهبي إلى بيت أمنون أخيك واصنعي له طعاما فمضت تامار إلى بيت أمنون أخيها وهو مضطجع فأخذت عجينا ودلكته وعملت كعكا أمامه وقلت الكعك وأخذت المقلاة وسكبت أمامه فأبى أن يأكل وقال أمنون أخرجوا كل واحد من عندي فخرج كل واحد من عنده فقال أمنون لتامار أدخلي الطعام إلى المخدع فآكل من يدك فأخذت تامار الكعك الذي عملته وأتت به أمنون أخاها إلى المخدع وعندما قدمت له ليأكل أمسكها وقال تعالي آضطجعي معي يا أختي فقالت له لا تغتصبني يا أخي لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل فلا تفعل هذه الفاحشة فأما أنا فأين أذهب بعاري؟وأما أنت فتكون كواحد من الحمقى في إسرائيل والأن فكلم الملك؟فأنه لا يمنعني منك فأبى أن يسمع لكلامها بل تمكن منها واغتصبها وضاجعها ثم أبغضها أمنون بغضا شديدا جدا وكان البغض الذي أبغضها إياه أعظم من الحب الذي أحبها إياه وقال لها أمنون قومي فأنصرفي فقالت له لا يا أخي لأن طردك لي شر أعظم من الشر الاخر الذي فعلته بي فأبى أن يسمع لها ودعا الفتى الذي كان يخدمه وقال أخرج هذه عني إلى خارج وأغلق الباب وراءها وكان عليها قميص موشى لأن بنات الملك العذارى كن يلبسن أقمصة مثل هذا فأخرجها خادمه إلى خارج وأغلق الباب وراءها فجعلت تامار رمادا على رأسها ومزقت القميص الموشى الذي كان عليها وجعلت يدها على رأسها وذهبت وهي تصرخ فقال لها أبشالوم أخوها هل كان أمنون أخوك معك؟أسكتي الأن يا اختي أنه أخوك ولا يأخذ هذا الأمر من نفسك فأقامت تامار حزينة في بيت أبشالوم أخيها وسمع داود الملك بجميع هذه الأمور فاغتاظ غيظا شديدا ولكنه لم يحزن نفس أمنون آبنه لأنه كان يحبه لأنه بكره فأما أبشالوم فلم يكلم أمنون بشر أو خير لأن أبشالوم أبغض أمنون بسبب آغتصاب تامار اخته وكان بعد سنتين من الزمأن أنه كان جزازون لأبشالوم في بعل حاصور التي بالقرب من أفرائيم فدعا أبشالوم جميع بني الملك وأتى أبشالوم إلى الملك وقال له أن عند عبدك جزازين فليذهب الملك وحاشيته مع عبدك فقال الملك لأبشالوم لا يا بني لا نذهب كلنا لئلا نثقل عليك فألح عليه فلم يشأ أن يذهب بل باركه فقال أبشالوم إذن يذهب معنا أمنون أخي فقال الملك لماذا يذهب معك؟فألح عليه أبشالوم فأرسل معه أمنون وجميع بني الملك وأقام أبشالوم مأدبة كمأدبة الملوك وأمر أبشالوم خدامه وقال لهم أنظروا إذا طاب قلب أمنون بالخمر وقلت لكم اضربوا أمنون فآقتلوه لا تخافوا أليس أني أنا أمرتكم؟فتشجعوا وكونوا ذوي بأس ففعل خدام أبشالوم بأمنون كما أمرهم أبشالوم فقام جميع بني الملك وركب كل واحد منهم بغله وهربوا وبينما هم في الطريق بلغ الخبر إلى داود وقيل له قد قتل أبشالوم جميع بني الملك ولم يبق منهم أحد فقام الملك ومزلتى ثيابه وآضطجع على الأرض ووقف حاشيته وثيابهم ممزقة فتكلم يوناداب بن شمعة أخي داود وقال لا يحسب سيدي أن جميع الفتيأن بني الملك قد هلكوا لم يقتل إلا أمنون وحده لأن ذلك كان في نية أبشالوم مذ يوم اغتصب أمنون أخته فالأن لا يأخذ هذا الأمر من نفس سيدي الملك قائلا في نفسه أن جميع بني الملك قد قتلوا إذ لم يقتل إلا أمنون وحده وهرب أبشالوم ورفع الفتى الرقيب عينيه ونظر فإذا بجمع كثير يسير على طريق حورونائيم التي بجأنب الجبل فأفى الرقيب وأخبر الملك قائلا إفي أرى رجالا على طريق حورونائيم التي بجأنب الجبل فقال يوناداب للملك هوذا بنو الملك مقبلون وقد تم الأمر كما قال عبدك فلما أنتهى من كلامه إذا ببني الملك قد جاؤوا ورفعوا أصواتهم بالبكاء وبكى الملك وجميع حاشييه بكاء شديدا جدا وأما أبشالوم فهرب وذهب إلى تلماي بن عميهود ملك جشور وناح داود على آبنه كل الأيام وكان أبشالوم قد هرب وذهب إلى جشور ولبث هناك ثلاث سنوات كف روح الملك عن الغضب على أبشالوم لأنه تعزى عن موت أمنون
سفر صموئيل الثاني الفصل الرابع عشر
وعرف يوآب آبن صروية أن قلب داود الملك مهتم بأبشالوم فأرسل يوآب إلى تقوع وأتى من هناك بآمرأة حكيمة وقال لها تظاهري بالحزن وآلبسي لباس الحداد ولا تتطيبي بل كوني كآمرأة تنوح على ميت من أيام كثيرة وآدخلي على الملك كلميه بهذا الكلام وجعل يوآب الكلام على لسأنها فكلمت المرأة التقوعية الملك وآرتمت بوجهها إلى الأرض وسجدت وقالت خلصني أيها الملك فقال لها الملك ما شأنك؟قالت أنني آمرأة أرملة قد توفي زوجي وكان لأمتك آبنأن تشابعرا في البرية ولم يكن من يفصل بينهما فضرب أحدهما الاخر وقتله وإذا بكل العشيرة قامت على أمتك وقالت سلمي إلينا الذي قتل أخاه لنقتله بنفس أخيه الذي قتله ونهلك الوارث أيضا. وبذلك يطفئون جمرتي التي بقيت ولا يتركون لزوجي آسما ولا باقيا على وجه الأرض فقال الملك للمرأة أنصرفي إلى بيتك فأني أوصي فيك فقالت المرأة التقوعية للملك ليكن علي الإثم يا سيدي الملك وعلى بيت أبي ولكن الملك وعرشه بريئأن فقال لها الملك من كلمك بهذا فأتيني به فلا يعود يتعرض لك قالت أذكر أيها الملك الرب إلهك فلا يكثر المنتقم للدم الدمار ويهلك آبني فقال حي الرب أنها لا تسقط شعرة من آبنك على الأرض فقالت المرأة لتكلم أمتك سيدي الملك بكلمة قال تكلمي فقالت المرأة لم نويت مثل هذا على شعب الله فما تكلم به الملك من هذا الكلام لا يخلو من الذنب بما أن الملك لم يرد منفيه فأنه لابد أن نموت ونكون كالماء المراق على الأرض الذي لا يجمع بعد ذلك والله لا يستثني نفسا بل يخطط تخطيطا حتى لا ينفى عنه منفيه والأن فأنما جئت لأكلم الملك سيدي بهذا الأمر لأن الناس قد أخافوني فقالت أمتك في نفسها أكلم الملك لعل الملك يعمل بقول أمته لأن الملك يرضى بأنقاذ أمته من يد الرجل الذي يريد أن يفصلني أنا وآبني معي من ميراث الله فقالت أمتك في نفسها ليكن كلام سيدي الملك راحة لأن سيدي الملك هو كملاك الله في فهم الخير والشر وليكن الرب إلهك معك فأجاب الملك وقال للمرأة لا تكتمي عني شيئا مما أسالك عنه فقالت المرأة ليتكلم سيدي الملك فقال الملك أيد يوآب معك في هذا كله؟فأجابت المرأة وقالت حية نفسك يا سيدي الملك لا يحيد المرء عن قول الملك يمنة ولا يسرة أن عبدك يوآب هو الذي أمرني وهو الذي جعل على لسأن أمتك هذا الكلام كله لأجل تحويل وجه الأمور فعل عبدك يوآب هذا ولكن لسيدي حكمة كحكمة ملاك الله في معرفة كل مما في الأرض فقال الملك ليوآب هاءنذا أفعل هذا الأمر فآذهب ورد القى أبشالوم فآرتمى يوآب على وجهه إلى الأرض ساجدا وبارك الملك وقال اليوم علم عبدك أني قد نلت حظوة في عينيك يا سيدي الملك إذ أن الملك يفعل ما قال عبده وقام يوآب ومضى إلى جشور وأتى بأبشالوم إلى أورشليم فقال الملك لينصرف إلى منزله ولا ير وجهي فأنصرف أبشالوم إلى منزله ولم ير وجه الملك ولم يكن في كل إسرائيل رجل جميل وممدوح كثيرا كأبشالوم من أخمص قدمه إلى قمة رأسه لم يكن فيه عيب وكان عند حلق رأسه كان يحلقه في آخر كل سنة لأنه كان يثقل عليه فيحلقه يكون وزن شعر رأسه مئتي مثقال بمثقال الملك وولد لأبشالوم ثلاثة بنين وآبنة واحدة آسمها تامار وكانت آمراة جميلة المنظر وأقام أبشالوم في أورشليم سنتين، ولم ير وجه الملك فآستدعى أبشالوم يوآب ليرسله إلى الملك فلم يشأ أن يأتي إليه فأستدعاه أيضا ثأنية فلم يشأ أن يأتي فقال أبشالوم لخدامه أنظروا أن حقل يوآب بجأنب حقلي وأن له هناك شعيرا فآذهبوا وأحرقوه بالنار فأحرق خدام أبشالوم الحقل بالنار فقام يوآب ومضى إلى أبشالوم إلى البيت وقال له لماذا أحرق خدامك حقلي بالنار؟فقال أبشالوم ليوآب أني قد آستدعيتك قائلا تعال إلى هنا فأرسلك إلى الملك لكي تقول له لماذا جئت من جشور لقد كان خيرا لي لو بقيت هناك والأن لأر وجه الملك فأن كان علي إثم فليقتلني فذهب يوآب إلى الملك وأخبره فدعا أبشالوم فدخل على الملك وسجد بوجهه إلى الأرض بين يدي الملك فقبل الملك أبشالوم
سفر صموئيل الثاني الفصل الخامس عشر
وكان بعد ذلك أن أبشالوم اتخذ له مركبة وخيلا وخمسين رجلا يركضون أمامه وكان أبشالوم يبكر فيقيم بجأنب طريق الباب فكل من كانت له دعوى يريد أن يحتكم إلى الملك يدعوه أبشالوم إليه ويقول من أي مدينة أنت؟فيقول عبدك من أحد أسباط إسرائيل فيقول له أبشالوم أنظر أن قضيتك صالحة عادلة ولكن ليس لك عند الملك من يسمع لك وكان أبشالوم يقول من الذي يجعلني قاضيا في الأرض فيأتيني كل ذي دعوى وقضية فأنصفه فاذا دنا أحد ليسجد له كان يمد يده ويمسكه ويقبله وكان أبشالوم يفعل مثل ذلك مع كل إسرائيل الذي كان يأتي ليحتكم إلى الملك فكان أبشالوم يسترق قلوب رجال إسرائيل وكان بعد أربم سنوات أن أبشالوم قال للملك دعني أمضي فأفي نذري الذي نذرته للرب في حبرون ذلك بأن عبدك نذر نذرا حين كنت مقيما بجشور في أرام وقلت أن ردني الرب إلى أورشليم أعبد الرب فقال له الملك إذهب بسلام فقام وذهب إلى حبرون وأرسل أبشالوم جواسيس إلى جميع أسباط إسرائيل وقال إذا سمعتم صوت البوق فقولوا قد ملك أبشالوم في حبرون وسار مع أبشالوم مئتا رجل من أورشليم قد دعوا فذهبوا على سلامة نية وهم لا يعلمون شيئا فبعث أبشالوم إلى أحيتوفل الجيلوني مستشار داود فدعاه من مدينته جيلو بينما كان هو يذبح الذبائح وآشتدت المؤامرة وكان الشعب لا يزال يتزايد عند أبشالوم فجاء إلى داود مخبر وقال أن قلوب رجال إسرائيل صارت وراء أبشالوم فقال داود لجميع حاشيته الذين معه في أورشليم قوموا بنا نهرب لأنه لايكون لنا مفر من وجه أبشالوم بادروا بالذهاب لئلا يسرع ويدركنا وينزل بنا الشر ويضرب المدينة بحد السيف فقال للملك حاشيته كل ما يختاره سيدنا الملك فنحن عبيدك فخرج الملك وكل بيته مشاة وترك الملك عشرا من السراري لحفظ البيت وهكذا فقد خرج الملك وكل الشعب معه مشاة ووقفوا عند آخر بيت وكان جميع رجاله يمرون بقربه مع جميع الكريتيين والفليتيين وكان جميع الجتيين وهم ست مئة رجل كانوا قد جاؤوا من جت يعبرون أمام الملك فقال الملك لأتاي الجتي لماذا أنت أيضا آت معنا؟ارجع وأقم مع الملك لأنك غريب نازح عن وطنك أمسا أتيتنا واليوم أجعلك تتيه لتذهب معنا بينما أنا هائم على وجهي فارجع ورد إخوتك معك، والرب يصنع إليك رحمة ووفاء فأجاب إتاي وقال للملك حي الرب وحي سيدي الملك فحيثما كان سيدي الملك سواء كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك فقال داود لإتاي اذهب وآعبر فعبر إتاي الجتي وجميع رجاله كل العيال الذين كانوا معه وكان أهل البلد كلهم يبكون بصوت عظيم وكان الشعب كلهم يعبرون وادي قدرون ثم عبر الملك. وجاز الشعب كله وأخذ في طريق البرية وإذا بصادوق وجميع اللاويين معه يحملون تابوت عهد الله فوضعوا تابوت عهد الله وأصعد أبياتار محرقة حتى أنتهى كل الشعب من مغادرة المدينة فقال الملك لصادوق رد تابوت الله إلى المدينة فأن أنا نلت حظوة في عيني الرب فأنه يردني ويريني إياه مع مسكنه وأن قال أني لا أرضى عنك فهاءنذا وليصنع بي ما يحسن في عينيه ثم أضاف الملك وقال لصادوق الكاهن ترى الموقف فارجع إلى المدينة بسلام أنت وأحيماعص آبنك ويوناتأن بن أبياتار ابناكما معكا أنظروا أني متأخر في معابر البرية حتى يرد علي نبأ منكم فرجع صادوق وأبياتار بتابوت الله إلى أورشليم وأقاما هناك وصعد داود مرتقى الزيتون وكان يصعد باكيا ورأسه مغطى وهو يمشي حافيا كل الشعب الذي معه غطى كل واحد رأسه وصعدوا وهم يبكون وأخبر داود فقيل له أن أحيتوفل من المتآمرين مع أبشالوم فقال داود إجعل يا رب مشورة أحيتوفل حمقى ولما أنتهى داود إلى قمة الجبل حيث يسجد لله إذا بحوشاي الأركي قد لقيه وثيابه ممزقة وعلى رأسه تراب فقال له داود أن أنت ذهبت معي كنت علي ثقلا ولكن إذا رجعت إلى المدينة وقلت لأبشالوم أنا عبدك أيها الملك وكما كنت عبد أبيك من قبل فالأن أنا عبدك، فأنك تبطل لصالحي مشورة أحيتوفل أوليس معك هناك صادوق وأبياتار الكاهنأن؟فكل كلمة تسمعها من بيت الملك فأخبر بها صادوق وأبياتار الكاهنين ومعهما هناك آبناهما أحيماعص بن صادوق ويوناتأن بن أبياتار فترسلون إلي على ألسنتهما كل كلمة تسمعونها فوصل حوشاي صديق داود إلى المدينة وأبشالوم داخل إلى أورشليم
سفر صموئيل الثاني الفصل السادس عشر
فلما عبر داود عن القمة قليلا إذا بصيبا خادم مفيبعل قد لقيه ومعه حمارأن محملأن عليهما مئتا رغيف ومئة عنقود زبيب وإيفة ثمار صيفية وزق خمر فقال الملك لصيبا ما أنت وهذه؟فقال صيبا الحمارأن لبيت الملك للركوب والخبز والثمار الصيفية لطعام الفتيأن والخمر ليشرب من أعيا في البرية فقال الملك أين آبن سيدك؟فقال صيبا للملك هو مقيم في أورشليم لأنه قال في نفسه اليوم يرد لي بيت إسرائيل ملك أبي فقال الملك لصيبا كل ما لمفيبعل فهو لك فقال صيبا سجدت فلأنل حظوة في عينيك يا سيدي الملك ولما وصل الملك داود إلى بحوريم إذا برجل قد خرج من هناك وكان من عشيرة بيت شاول اسمه شمعي بن جيرا وهو يلعن في أثناء خروجه فرجم داود وجميع حاشية الملك داود بالحجارة وكان كل الشعب وجميع الأبطال إلى يمينه وإلى يساره وكان شمعي يقول في لعنه أخرج آخرج يا رجل الدماء ولا رجلا لا خير فيه قد رد الرب عليك كل دماء بيت شإول الذي ملكت في مكانه وقد أسلم الرب ملكك إلى يد أبشالوم ابنك وها أنت في شرك لأنك رجل دماءفقال أبيشاي آبن صروية للملك لماذا يلعن هذا الكلب الميت سيدي الملك؟دعني أعبر إليه فأقطع رأسه لكن الملك قال ما لي ولكم يا بني صروية؟أن لعن لأن الرب قال له العن داود فمن يقول لماذا تفعل هكذا؟وقال داود لأبيشاي ولجميع حاشيته هوذا آبني الذي خرج من صلبي يطلب نفسي فكم بالأحرى هذا البنياميني دعوه يلعن لأن الرب قال له ذلك لعل الرب ينظر إلى مذلتي ويجزيني الرب خيرا عن لعن هذا لي اليوم وكان داود ورجاله يسيرون في الطريق وشمعي يسير في منحدر الجبل مقابله وهو في أثناء سيره يلعن ويرجم بالحجارة مقابله ويذر التراب ووصل الملك وكل الشعب الذي معه وقد أعيوا فاستراحوا هناك وأما أبشالوم وكل الشعب رجال إسرائيل فوصلوا إلى أورشليم وكان أحيتوفل معه فلما دخل حوشاي الأركي صديق داود على أبشالوم قال حوشاي لأبشالوم ليحي الملك ليحي الملك فقال أبشالوم لحوشاي أهذا عطفك على صديقك؟ما بالك لم ترافق صدبقك؟فقال حوشاي لأبشالوم كلا ولكن الذي أختاره الرب وهذا الشعب وجميع رجال إسرائيل له أكون ومعه أقيم وبعد فمن الذي أخدمه؟أليس هو أبنه؟فكما خدمت أمام أبيك أكون أمامك وقال أبشالوم لأحيتوفل تشاوروا ماذا نصنع؟فقال أحيتوفل لأبشالوم أدخل على سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت فيسمع إسرائيل كله أنك قد صرت ممقوتا عند أبيك فتشتد أيدي جميع الذين معك فنصبت لأبشالوم خيمة على السطح ودخل أبشالوم على سراري أبيه على مشهد إسرائيل كله وكانت المشورة التي كان يشير بها أحيتوفل قي تلك الأيام كمشورة من يسأل الله كذا كانت كل مشورة أحيتوفل على داود كانت أو على أبشالوم
سفر صموئيل الثاني الفصل السابع عشر
وقال أحيتوفل لأبشالوم دعني أختار أثني عشر ألف رجل فأقوم وأسعى وراء داود هذه الليلة وأهجم عليه وهو تعب ومسترخي اليدين وأفزعه فيهرب كل الشعب الذي معه وأضرب الملك على أنفراد وأرد كل الشعب إليك كما رد الجميع إلى من تطلبه ويكون الشعب كله في سلام فحسن الأمر في عيني أبشالوم وفي عيون جميع شيوخ إسرائيل وقال أبشالوم ادع لي أيضا حوشاي الأركي فنسمع ما على لسأنه هو أيضا فوصل حوشاي إلى أبشالوم فكلمه أبشالوم قائلا أن احيتوفل قال لنا كذا وكذا أفنعمل بحسب كلامه؟وإلا فتكلم أنت فقال حوشاي لأبشالوم ليس حسنا ما أشار به أحيتوفل هذه المرة وأضاف حوشاي أنت تعرف أباك ورجاله أنهم أبطال ونفوسهم مريرة كالدبة الثاكل في الحقل وأبوك رجل حرب لايبيت مع الجنود ولقد يكون الأن مختبئا في إحدى الحفر أو في بعض الأماكن فيكون إذا سقط بعض هؤلاء في أول الأمر أن السامع يسمع فيقول قد وقع أنكسار في الشعب الذي وراء أبشالوم وحينئذ فحتى ذو البأس الذي قلبه كقلب الأسد يذوب ذوبأنا لأن كل إسرائيل يعرف أن أباك بطل وأن الذين معه ذوو بأس لذلك إشير عليك بأن يجتمع إليك كل إسرائيل من دأن إلى بئر سبع وهم كالرمل الذي على البحر كثرة وأنت بنفسك تسير في وسطهم فنهجم عليه في أي مكان يكون ونسقط عليه كما يسقط الندى على الأرض فلا يبقى منهم أحد منه ومن جميع الرجال الذين معه وأن أنصرف إلى مدينة يحمل كل إسرائيل إلى تلك المدينة حبالا ونجرها إلى الوادي حتى لا يبقى هناك ولا حصاة فقال أبشالوم وجميع رجال إسرائيل أن مشورة حوشاي الأركي خير من مشورة أحيتوفل وكان الرب قد قضى أن يبطل مشورة أحيتوفل الصائبة لينزل الشر بأبشالوم ثم قال حوشاي لصادوق ولأبياتار الكاهنين أن أحيتوفل أشار على أبشالوم وعلى شيوخ إسرائيل بكذا وكذا وأشرت أنا بكذا وكذا فأرسلا الأن وأعلما داود سريعا وقولا له لا تبت هذه الليلة في معابر البرية ولكن بادر بالعبور لئلا يبتلع الملك كل الشعب الذي معه وكان يوناتأن وأحيماعص قائمين عند عين روجل فمضت إليهما خادمة وأخبرتهما فأنصرفا وأخبرا داود الملك لأنهما لم يقدرا أن يظهرا في دخولهما إلى المدينة فرآهما فتى فأخبر أبشالوم وأما هما فأسرعا في سيرهما ووصلا الى بيت رجل في بحوريم وكانت له في داره بئر فنزلا فيها فأخذت المرأة غطاء وبسطته على فم البئر ونشرت عليه برغلا، ولم يعلم الأمر فوصل خدام أبشالوم إلى المرأة في البيت وقالوا أين أحيماعص ويوناتأن؟فقالت لهم المراة قد عبرا بركة المياه ففتشوا فلم يجدوهما فرجعوا الى أورشليم وبعد أنصرافهم خرجا من البئر ومضيا وأخبرا داود الملك فقالا له قوموا فآعبروا المياه عاجلا لأن أحيتوفل أشار في أمركم بكذا وكذا فقام داود كل الشعب الذي معه وعبروا الأردن والى طلوع الصباح لم يبق منهم واحد إلا وعبر الأردن أما أحيتوفل فلما رأى أن مشورته لم تعمل بها، شد على الحمار وقام وأنصرف إلى بيته في مدينته ونظم أمور بيته وخنق نفسه ومات ودفن في قبر أبيه ووصل داود إلى محنائيم بينما عبر أبشالوم الأردن هو وجميع رجال إسرائيل معه وكان أبشالوم قد أقام عماسا بدل يوآب على رأس الجيش وكان عماسا آبن رجل يقال له يترا الإسرائيلي وهو الذي دخل على أبيجائيل بنت ناحاش أخت صروية أم يوآب وعسكر إسرائيل أبشالوم في أرض جلعاد وكان عند وصول داود إلى محنائيم أن أتى إليه شوبي بن ناحاش، من ربة بني عمون وماكير بن عميئيل من لودبار وبرزلاي الجلعادي من روجليم فماتوا بفرش وطسوت وأوعية خزف وحنطة وشعير ودقيق وفريك وفول وعدس وعسل وسمن وجبن ضأن وبقر لداود وللشعب الذي معه ليأكلوا لأنهم قالوا أن الشعب جائع وقد تعب وعطش في البرية
سفر صموئيل الثاني الفصل الثامن عشر
واستعرض داود الشعب الذي معه وأقام عليه رؤساء ألوف ورؤساء مئات وقسم داود الشعب الى ثلاثة ثلث تحت يد يوآب وثلث تحت يد أبيشاي آبن صروية أخي يوآب وثلث تحت يد إتاي الجتي وقال الملك للشعب أنا أيضا أخرج معكم لكن الشعب قال لا تخرج أنت لأننا إذا هربنا نحن لا يبالون بنا وإذا مات نصفنا لا يبالون بنا أما أنت فكعشرة آلاف منا فالأفضل أن تكون لنا نجدة من المدينة فقال لهم الملك ما يحسن في عيوبكم أصنعه فوقف الملك بجانب الباب وخرج الشعب كله مئة مئة وألفا ألفا وأمر الملك يوآب وأبيشاي وإتاي فقال لهم ترفقوا لي بالفتى أبشالوم وسمع الشعب كله ما أوصى به الملك جميع القواد في أمر أبشالوم وخرج الشعب الى البرية للقاء إسرائيل وكان القتال في غابة افرائيم فآنكسر هناك جيش إسرائيل أمام رجال داود وكانت هناك هزيمة عظيمة في ذلك اليوم وقتل عشرون ألفا وكان القتال منتشرا هناك على وجه تلك الأرض كلها وآفترست الغابة من الشعب أكثر مما آفترس السيف في ذلك اليوم وصادف أبشالوم رجال داود وكان أبشالوم راكبا على بغل فدخل البغل تحت أغصأن بلوطة عظيمة فعلق رأسه بالبلوطة فبقي معلقا بين السماء والأرض ومر البغل من تحته فرآه رجل فأخبر يوآب وقال له أني رأيت أبشالوم معلقا بالبلوطة فقال يوآب للذي أخبره بما أنك رأيته فلماذا لم تضربه هناك على الفور؟فكان علي أن أعطيك عشرة من الفضة وزنارا فقال الرجل ليوآب ولو وزنت في راحتي ألفا من الفضة لما بسطت يدي إلى ابن الملك لأن الملك أوصاك على مسامعنا أنت وأبيشاي وإتاي وقال راقبوا من كان ضد الفتى أبشالوم ولو كذبت على نفسي لما خفي على الملك شيء ولكنت أنت قمت بعيدا عني فقال يوآب أني لا أتمهل هكذا أمامك وأخذ بيده ثلاثة أوتاد فغرسها في قلب أبشالوم وكان لا يزال حيا في وسط البلوطة فأحاط به عشرة فتيأن حاملو سلاح يوآب وضربوا أبشالوم وقتلوه ونفخ يوآب في البوق فكف الجند عن تعقب إسرائيل لأن يوآب رد الجند وأخذوا أبشالوم وطرحوه في الغابة في حفرة كبيرة وجمعوا فوقه كومة من الحجارة كبيرة جدا وكان كل إسرائيل قد هرب كل آمرئ إلى خيمته وكان أبشالوم في حياته قد أخذ يقيم لنفسه النصب الذي في وادي الملك لأنه قال في نفسه ليس لي ابن يذكر آسمي ودعا النصب بآسمه وهو يدعى نصب أبشالوم إلى هذا اليوم وأن أحيماعص بن صادوق قال دعني أركض وأبشر الملك بأن الله قد أنصفه فخلصه من أعدائه فقال له يوآب لست بصاحب بشرى في هذا اليوم وأنما نبشر في يوم آخر أما اليوم فلا تبشر لأن آبن الملك قد مات وقال يوآب لأحد الكوشيين إمض فأخبر الملك بما رأيت فسجد الكوشي وركض وعاد أحيماعص بن صادوق وقال ليوآب مهما يكن فدعني أركض أنا أيضا وراء الكوشي فقال يوآب لماذا تركض يا بني وليس لك بشرى تكافأ فقال مهما يكن فأني أركض فقال له أركض فركض أحيماعص في طريق السهل وسبق الكوشي وكان داود جالسا بين البابين فصعد الرقيب على سطح الباب على السور ورفع عينيه ونظر فإذا برجل يركض وحده فنادى الرقيب وأخبر الملك، فقال الملك أن كان وحده فعلى لسأنه بشرى وكان يقترب شيئا فشيئا حين رأى الرقيب رجلا آخر يركض فنادى الرقيب البواب وقال هوذا رجل يركض وحده فقال الملك وهذا أيضا مبشر فقال الرقيب أرى ركض الأول كركض أحيماعص بن صادوق فقال الملك هذا رجل صالح يأتي ببشارة صالحة فنادى أحيماعص وقال للملك السلام وسجد للملك بوجهه إلى الأرض وقال تبارك الرب إلهك الذي أسلم القوم الذين رفعوا أيديهم على سيدي الملك فقال الملك هل سلم الفتى أبشالوم؟فقال أحيماعص قد شاهدت ضجيجا شديدا حين أرسل يوآب خادم الملك وعبدك ولم أعلم ما كان فقال الملك قف على حدة وأنتظر ههنا فوقف على حدة وأنتظر وإذا بالكوشي قد وصل فقال بشرى لسيدي الملك أن الرب قد أنصفك وخلصك اليوم من جميع الثائرين عليك فقال الملك للكوشي هل سلم الفتى أبشالوم؟فقال الكوشي يكون كالفتى أعداء سيدي الملك وجميع الذين ثاروا عليك بالشر
سفر صموئيل الثاني الفصل التاسع عشر
فآضطرب الملك وصعد إلى علية الباب وهو يبكي وكان يقول وهو يتمشى يا بني أبشالوم يا بني يا بني أبشالوم يا ليتني مت عوضا منك يا أبشالوم آبني يا بني وقيل ليوآب هوذا الملك يبكي وينتحب على أبشالوم فأنقلب النصر في ذلك اليوم إلى مناحة عند كل الشعب لأن الشعب سمع في ذلك اليوم من يقول أن الملك مكتئب على ابنه وتسلل الشعب في ذلك اليوم في دخوله إلى المدينة كما يتسلل الشعب الخجل إذا هرب في القتال وأما الملك فكان قد ستر وجهه وصرخ بصوت عظيم يا بني أبشالوم يا أبشالوم آبني يا بني فدخل يوآب على الملك في البيت وقال له قد أخزيت اليوم وجوه جميع رجالك الذين نجوا نفسك اليوم وأنفس بنيك وبناتك وأنفس أزواجك وأنفس سراريك بحبك لمبغضيك وبغضك لمحبيك لأنك قد اظهرت اليوم أن لا قيمة عندك للقواد والرجال فقد علمت اليوم أنه لو كان أبشالوم حيا وكنا كلنا قد هلكنا لحسن الأمر حينئذ في عينيك فقم الآن واخرج وطيب قلوب رجالك لأني قد اقسمت بالرب أن لم تخرج لا يبت عندك الليلة أحد فيكون ذلك شرا عليك أعظم من كل شر نزل بك منذ صباك إلى الأن فقام الملك وجلس بالباب فأخبر الشعب وقيل له هوذا الملك جالس بالباب فأقبل الشعب كله الى أمام الملك وكان كل الشعب في جدال في جميع أسباط إسرائيل قائلا أن الملك هو الذي أنقذنا من يد أعدائنا وهو الذي نجأنا من يد الفلسطينيين والآن قد هرب من هذه الأرض لأجل أبشالوم وأبشالوم الذي مسحناه علينا ملكا مات في الحرب والآن فلماذا أنتم متقاعدون عن إرجاع الملك؟وأرسل الملك داود إلى صادوق وأبياتار الكاهنين قائلا كلما شيوخ يهوذا وقولا لماذا تكونون أنتم آخر الناس في إرجاع الملك الى بيته مع أن كلام كل إسرائيل قد بلغ الى الملك أنما أنتم إخوتي أنتم لحمي وعظمي فلماذا تكونون آخر الناس في إرجاع الملك؟وتقولان لعماسا أما أنت لحمي وعظمي؟كذا يصنع الله بي وكذا يزيد أن لم تصر قائد الجيش أمامي كل الأيام بدل يوآب فأمال إليه قلوب جميع رجال يهوذا كرجل واحد وأرسلوا إلى الملك قائلين إرجع أنت وجميع رجالك فرجع الملك حتى بلغ الأردن فوصل يهوذا الى الجلجال ليستقبل الملك ويعبره الأردن وبادر شمعي بن جيرا البنيامييي الذي من بحوريم ونزل مع رجال يهوذا لآستقبال الملك داود ومعه ألف رجل من بنيامين وصيبا خادم بيت شاول وبنوه الخمسة عشر وخدامه العشرون وأندفعوا إلى الأردن أمام الملك وكان القارب يروح ويجيء لتعبير بيت الملك وتنفيذ ما يحسن في عينيه فأما شمعي بن جيرا فارتمى ساجدا أمام الملك عند عبوره الأردن وقال للملك لا يحسب لي سيدي إثما ولا تذكر ما أثم به عبدك يوم خرج الملك سيدي من أورشليم ولا يأخأ ذلك من نفس الملك فقد عرف عبدك أني خطئت ولذلك كنت اليوم أول من جاء من كل بيت يوسف ونزلت للقاء سيدي الملك فأجاب أبيشاي ابن صروية وقال ألأجل هذا لا يقتل شمعي وقد لعن مسيح الرب؟فقال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا اليوم علي خصوما؟أفي هذا اليوم يقتل أحد في إسرائيل؟ألعلي أجهل أني اليوم قد صرت ملكا على إسرائيل؟وقال الملك لشمعي أنك لا تموت وحلف له الملك وكان مفيبعل بن شاول قد نزل للقاء الملك وكان لم يعتن برجليه ولم يقص شاربيه ولم يغسل ثيابه مذ يوم خرج الملك الى اليوم الذي رجع فيه سالما إلى أورشليم فلما جاء للقاء الملك قال له الملك لماذا لم تأت معي يا مفيبعل؟فقال يا سيدي الملك قد خدعني خادمي لأن عبدك قال أشد لي على حمار وأركب وأمضي مع الملك لأن عبدك أعرج فافترى على عبدك لدى سيدي الملك وسيدي الملك هو كملاك الله فاصنع ما يحسن في عينيك فإن بيت أبي كلهم ليسوا سوى أهل للموت عند سيدي الملك وقد جعلت عبدك بين الآكلين على مائدتك فأي حق لي بعد اليوم حتى أصرخ أيضا إلى الملك؟فقال له الملك ما بالك تواصل كلامك؟فقد قلت أن الحقول تقسم بينك وبين صيبا فقال مفيبعل للملك ليأخذ كل شيء أيضا بعدما عاد سيدي الملك إلى بيته بسلام وكان برزلأي الجلعادي قد نزل من روجليم وعبر الأردن مع الملك ليشيعه عند الأردن وكان برزلاي شيخا كبيرأ آبن ثمانين سنة وهو الذي عال الملك عند إقامته في محنائيم لأنه كان رجلا غنيا جدا فقال الملك لبرزلاي واصل سيرك معي وأنا أعولك معي في أورشليم فقال برزلاي للملك كم أيام سني حياتي حتى اصعد مع الملك الى أورشليم؟أنا اليوم ابن ثمانين سنة فهل أميز الطيب من الخبيث؟وهل يجد عبدك طعما لما يأكل ويشرب؟وهل أسمع أيضا أصوات المغنين والمغنيات؟ فلماذا يكون عبدك ثقلا على سيدي الملك؟إنما يتجاوز عبدك الأردن قليلا مع الملك وأنا فعلام يكافئني الملك هذه المكافأة؟دع عبدك يرجع فأموت في مدينتي حيث قبر أبي وأمي وهوذا عبدك كمهام يواصل سيره مع سيدي الملك فآصنع إليه ما يحسن في عينيك فقال الملك يواصل كمهام سيره معي وأنا أصنع إليه ما يحسن في عينيك كل ما تفضله فأني أصنعه لك وعبر الشعب كله الأردن ولما عبر الملك قبل برزلاي وباركه فرجع إلى مكانه وواصل الملك سيره إلى الجلجال ومعه كمهام وكان جميع جند يهوذا ونصف جند إسرائيل أيضا قد عبروا بالملك وآجتمع رجال إسرائيل كلهم إلى الملك وقالوا للملك لماذا سرقك إخوتنا رجال يهوذا وعبروا الأردن بالملك وبيته كل رجال داود معه؟فأجاب جميع رجال يهوذا رجال إسرائيل لأن الملك ذو قرابة لي وأنت فلم غيظك من هذا الأمر؟ أترأنا أكلنا من عند الملك أو أتأنا بحصة؟فأجاب رجال إسرائيل رجال يهوذا وقالوا إن لي عشرة أسهم في الملك، وأنا أولى منك بداود فلماذا استخففت بي أولم أكن أنا تكلمت أولا في إرجاع ملكي؟وكان كلام رجال يهوذا اقسى من كلام رجال إسرائيل
سفر صموئيل الثاني الفصل العشرون
واتفق أنه كان هناك رجل لا خير فيه آسمه شابع بن بكري من بنيامين فنفخ في البوق وقال ليس لنا نصيب مع داود ولا لنا ميراث مع أبن يسى كل رجل إلى خيمته يا إسرائيل فارقد جميع رجال إسرائيل عن داود واتبعوا شابع بن بكري أما رجال يهوذا فلازموا ملكهم من الأردن إلى أورشليم فأتى داود إلى بيته في أورشليم وأخذ الملك السراري العشر اللواتي تركهن يحفظن بيته وأقامهن في بيت حجز وكان يعولهن ولكنه لم يدخل عليهن فكن محجوزات في رملة دائمة إلى يوم وفماتهن وقال الملك لعماسا إجمع إلي رجال يهوذا في ثلاثة أيام وآحضر أنت ههنا فمضى عماسا ليجمع يهوذا فأبطأ عن الميعاد الذي ضرب له فقال داود لأبيشاي الأن يصنع بنا شابم بن بكري شرا أعظم من الشر الذي صنعه أبشالوم فخذ رجال سيدك وأذهب في إثره لثلا يجد له مدنا حصينة وينجو من أمام أعيينا فخرج وراءه رجال يوآب والكريتيون والفليبيون وجميع الأبطال، فخرجوا من أورشليم في طلب شابع بن بكري وكانوا عند الصخرة العظيمة التي في جبعون حين أستقبلهم عماسا وكان يوآب مرتديا ثوبه العسكري وفوقه زنار سيف مشدود على حقويه في غمده فخرج السيف وسقط فقال يوآب لعماسا أسالم أنت يا أخي ؟وأخذ يوآب بيده اليمنى بلحية عماسا ليقبله ولم يحتفظ عماسا من السيف الذي كان في يد يوآب فضربه به في بطنه فدلق أمعاءه إلى الأرض ولم يثن عليه فمات ثم مضى يوآب وأبيشاي أخوه في طلب شابع بن بكري ووقف عند عماسا واحد من فتيأن يوآب وقال من أحب يوآب ومن كان لداود فليتبع يوآب وكان عماسا غائصا في دمه في وسط الطريق فلما راح الرجل أن جميع الجند يقفون نقل عماسا من الطريق إلى حقل وطرح عليه نوبا إذ رأى أن كل من يصل إليه يقف فلما نقل من الطريق عبر كل إنسأن وراء يوآب في طلب شابع بن بكري ومر يوآب بجميع أسباط إسرائيل إلى آبل بيت معكة واجتمع الحلفاء كلهم وساروا هم أيضا وراءه فجاؤوا وحاصروه في آبل بيت معكة وركموا ردما إلى المدينة مستندا إلى السور وجميع الجند الذين مع يوآب كانوا ينقبون لإسقاط السور فنادت آمرأة حكيمة من المدينة اسمعوا آسمعوا قولوا ليوآب أدن إلى ههنا فكلمك فدنا منها فقالت المرأة أأنت يوآب؟فقال لها أنا هو فقالت له إسمع كلام أمتك قال أنا سامع فتكلمت وقالت كان يقال من قبل ليسأل في آبل وهكذا كانت تتم الأمور أني من أكثر المدن مسالمة وأمأنة في إسرائيل وأنت طالب أن تهلك مدينة بل أما في إسرائيل فلماذا تبتلع ميراث الرب؟فأجاب يوآب وقال حاش لي حاش لي أن أبتلع وأهلك ليس الأمر هكذا ولكن رجلا من جبل أفرائيم آسمه شابع بن بكري قد رفع يده على الملك داود سلموه وحده وأنا أنصرف عن المدينة فقالت المرأة ليوآب هوذا رأسه يلقى إليك من فوق السور وذهبت المرأة إلى كل الشعب بحكمتها فقطعوا رأس شابع بن بكري وألقوه إلى يوآب فنفخ في البوق فأنصرفوا عن المدينة كل امرئ إلى خيمته ورجع يوآب إلى أورشليم إلى الملك وكان يوآب على رأس كل جيش إسرائيل وبنايا بن يوياداع على رأس الكريبيين والفليبيين وأدورام على السخرة ويوشافاط بن أحيلود مدونا وشيوا كاتبا وصادوق وأبياتار كاهنين وعيرا اليائيري أيضا كان كاهنا لداود
سفر الملوك الأول الفصل الأول
وكان ان الملك داود شاخ وطعن في السن وكانوا يغطونه بالثياب فلا يدفأ فقال له خدمه ليبحث لسيدنا الملك عن فتاة عذراء تقوم أمام الملك فتعنى به وتضجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك فبحثوا عن فتاة جميلة في جميع أراضي إسرائيل فوجدوا أبيشاج الشونمية فماتوا بها الملك وكأنت الفتاة جميلة جدا فكأنت تعنى بالملك وتخدمه ولكن الملك لم يعرفها وان أدونيا ابن حجيت ترفع وقال أنا أملك واتخذ له مركبة وخيلا وخمسين رجلا يركضون أمامه ولم يكن أبوه قد خالفه في أيامه بان قال له لماذا فعلت كذا؟وكان هو أيضا جميل المنظر جدا وكأنت أمه قد ولدته بعد أبشالوم وكان يفاوض يوآب ابن صروية وأبياتار الكاهن وكأنا يعاونان أدونيا وأما صادوق الكاهن وبنايا بن يوياداع وناتان النبي وشمعي وريعي وأبطال داود فلم يكونوا مع أدونيا وذبح أدونيا غنما وبقرا وعجولا مسمنة عند حجر زوحلت الذي بجانب عين روجل ودعا جميع إخوته بني الملك وجميع رجال يهوذا حاشية الملك وأما ناتان النبي وبنايا والأبطال وسليمان أخوه فلم يدعهم فكلم ناتان بتشابع أم سليمان قائلا أما سمعت ان أدونيا ابن حجيت قد ملك، ولم يعلم بذلك سيدنا داود؟فالآن تعالي أشر عليك مشورة تنجين بها نفسك ونفس سليمان آبنك إذهبي وآدخلي على الملك داود وقولي له أليس انك أنت يا سيدي الملك قد حلفت لأمتك قائلا ان سليمان ابنك هو يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي فلماذا ملك أدونيا؟وبينما تكونين أنت هناك في الكلام مع الملك آتي أنا في إثرك وأؤيد كلامك فدخلت بتشابع على الملك في إلىدع وكان الملك قد شاخ جدا وكأنت أبيشاج الشونمية تخدم الملك فانحنت بتشابع ساجدة للملك فقال لها الملك ما شانك؟فقالت له يا سيدي انك كنت قد حلفت بالرب إلهك لأمتك قائلا ان سليمان آبنك هو يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي والآن هوذا أدونيا قد ملك وأنت يا سيدي الملك لم تعلم وقد ذبح كثيرا من البقر والعجول المسمنة والغنم ودعا جميع بني الملك وأبياتار الكاهن ويوآب قائد الجيش وأما سليمان عبدك فلم يدعه والآن يا سيدي الملك فان عيون إسرائيل كله نحوك حتى تعلمهم من يجلس على عرش سيدي الملك من بعده فيكون إذا اضجع سيدي الملك مع آبائه اني أنا وابني سليمان نكون مذنبين وفيما هي تتكلم مع الملك إذ وصل ناتان النبي فأخبروا الملك وقالوا له هوذا ناتان النبي فدخل إلى حضرة الملك وسجد للملك بوجهه إلى الأرض وقال ناتان يا سيدي الملك أأنت قلت ان أدونيا يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي؟فانه قد نزل اليوم وذبح من البقر والعجول المسمنة والغنم شيئا كثيرا ودعا جميع بني الملك وقواد الجيش وأبياتار الكاهن وها هم يأكلون ويشربون أمامه ويقولون ليحي الملك أدونيا وأما أنا عبدك وصادوق الكاهن وبنايا بن يوياداع وسليمان عبدك فلم يدعنا فهل من قبل سيدي الملك كان هذا الأمر ولم تعلم عبيدك من يجلس على عرش سيدي الملك من بعده؟فأجاب الملك داود وقال ادعوا لي بتشابع فدخلت إلى حضرة الملك ووقفت أمام الملك فحلف الملك وقال حي الرب الذي آفتدى نفسي من كل ضيق اني كما حلفت لك بالرب إله إسرائيل وقلت ان سليمان آبنك هو يملك من بعدي وهو يجلس مكاني على عرشي كذلك أفعل هذا اليوم فانحنت بتشابع بوجهها إلى الأرض للملك وقالت ليحي سيدي الملك داود للأبد وقال الملك داود ادعوا لي صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا بن يوياداع فدخلوا إلى حضرة الملك فقال الملك لهم خذوا معكم خدم سيدكم وأركبوا سليمان ابني على بغلتي وانزلوا به إلى جيحون وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناتان النبي ملكا على إسرائيل وانفخوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سليمان واصعدوا وراءه فيأتي ويجلس على عرشي وهو يملك مكاني فانه هو الذي أوصيت ان يكون قائدا على إسرائيل ويهوذا فأجاب بنايا بن يوياداع الملك وقال آمين فليتكلم هكذا الرب إله سيدي الملك وكما كان الرب مع سيدي الملك فليكن مع سليمان أيضا ويجعل عرشه أعظم من عرش سيدي الملك داود فنزل صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا ابن يوياداع والكريتيون والفليتيون وأركبوا سليمان على بغلة الملك داود وذهبوا به إلى جيحون وأخذ صادوق الكاهن قرن الزيت من الخيمة ومسح سليمان فنفخوا بالبوق ونادى كل الشعب ليحي الملك سليمان وصعد كل الشعب وراءه وكان الشعب يعزفون بالناي ويبتهجون ابتهاجا عظيما حتى تصدعت الأرض من أصواتهم فسمع أدونيا وجميع من عنده من المدعوين وقد أنتهوا من الأكل وسمع يوآب صوت البوق فقال ما هذا الصوت الذي تضطرب منه المدينة؟وبينما هو يتكلم إذ أقبل يوناتان بن أبياتار الكاهن فقال له أدونيا تعال فانك رجل شريف وأنت تبشر بالخير فأجاب يوناتان وقال لأدونيا بل سيدنا الملك داود قد ملك سليمان وقد أرسل الملك معه صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا بن يوياداع والكريتيين والفليتيين فأركبوه على بغلة الملك ومسحه صادوق الكاهن وناتان النبي ملكا في جيحون وصعدوا من هناك مبتهجين فأضطربت المدينة وهذا هو الصوت الذي سمعتموه بل قد جلس سليمان على عرش الملك وأتي حاشية الملك ليهنئوا سيدنا الملك داود وقالوا ليجعل إلهك آسم سليمان أعظم من آسمك وعرشه أعظم من عرشك فسجد الملك على سريره وأيضا هكذا قال الملك تبارك الرب إله إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس على عرشي وعيناي تنظران فآرتاع جميع مدعوي أدونيا ونهضوا وذهبوا كل واحد في سبييله وأما أدونيا فخاف من وجه سليمان فقام وذهب وتمسك بقرون المذبح فأخبر سليمان وقيل له هوذا أدونيا خائف من الملك سليمان وهوذا قد تمسك بقرون المذبح قائلا ليحلف لي اليوم الملك سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف فقال سلمان ان كان ذا شرف فلا تسقط شعرة منه على الأرض وأما ان وجد به سوء فانه يموت شابا وأرسل الملك سليمان فانزله عن المذبح فماتى وسجد للملك سليمان فقال له سليمان انصرف إلى بيتك
سفر الملوك الأول الفصل الثاني
ولما دنا يوم وفاة داود أوصى سليمان آبنه وقال أنا ذاهب في طريق أهل الأرض كلهم فتشدد وكن رجلا وآحفظ أوأمر الرب إلهك لتسير في طريقه وتحفظ فرائضه ووصاياه وأحكامه وشهادته على ما هو مكتوب في شريعة موسى لتنجح في كل ما تعمل وحيثما توجهت لكي يحقق الرب كلامه الذي تكلم به عني قائلا ان حفظ بنوك طريقهم وساروا أمامي بالحق من كل قلوبهم كل نفوسهم لا ينقطع لك رجل عن عرش إسرائيل ثم انك تعلم ما صنع بي يوآب ابن صروية وما صنع بقائدي جيوش إسرائيل أبنبر آبن نير وعماسا بن ياتر إذ انه قتلهما وسفك دماء الحرب في السلم وجعل دماء الحرب على زناره الذي على حقويه وعلى نعليه اللتين برجليه فآصنع به بحسب حكمتك ولا تدع شيبته تنزل بسلام إلى مثوى الأموات وأما بنو برزلاي الجلعادي فآصنع إليهم رحمة وليكونوا من الآكلين على مائدتك لانهم هكذا قاموا إلى جانبي عند هربي من وجه أبشالوم أخيك وعندك شمعي بن جيرا من بني بنيامين من بحوريم وهو الذي لعنني لعنة شنيعة يوم ذهبت إلى محنائيم، ثم نزل للقائي عند الأردن فحلفت له بالرب قائلا اني لا أقتلك بالسيف والآن فلا تبرئه فانك رجل حكيم فآعلم ما تصنع به وانزل شيبته بالدم إلى مثوى الأموات ثم أضجع داود مع آبائه ودفن في مدينة داود وكان عدد الأيام التي ملك فيها داود على إسرائيل أربعين سنة ملك في حبرون سبع سنين وملك في أورشليم ثلاثا وثلاثين سنة وجلس سليمان على عرش داود أبيه وتوطد ملكه جدا وجاء أدونيا بن حجيت إلى بتشابع أم سليمان فقالت اللسلم جئت؟قال للسلم ثم أضاف لي إليك كلمة قالت قل فقال انك تعلمين ان الملك كان لي وإلي لفت جميع بني إسرائيل أبصارهم لأصير ملكا فتحول الملك وصار لأخى لانه من قبل الرب كان له والآن أنا طالب منك طلبا واحدا فلا تردي وجهي قالت له تكلم فقال لها كلمي سليمان الملك فانه لا يرد وجهك وآسأليه ان يعطيني أبيشاج الشونمية زوجة فقالت له بتشابع حسن أنا أكلم الملك في حاجتك ودخلت بتشابع على الملك سليمان لتكلمه في أمر أدونيا فقام الملك لاستقبالها وسجد لها ثم جلس على عرشه ووضع عرشا لأم الملك فجلست عن يمينه وقالت لا أسالك إلا حاجة واحدة صغيرة فلا ترد وجهي فقال لها الملك إسألي يا أمي فاني لا أرد وجهك قالت لتعط أبيشاج الشونمية زوجة لأدونيا أخيك فأجاب الملك سليمان وقال لأمه ما بالك تتوسطين لأدونيا في أمر أبيشاج الشونمية؟توسطي له إذا في أمر الملك لانه أخي الذي هو أكبر مني توسطي له ولأبياتار الكاهن ويوآب أبن صروية وحلف الملك سليمان بالرب وقال كذا يصنع الرب بي وكذا يزيد ان لم يكن أدونيا لقاء حياته تكلم بهذا الكلام والآن حي الرب الذي ثبتني وأجلسني على عرش داود أبي وبنى لي بيتا كما قال في هذا اليوم يقتل أدونيا وأرسل الملك سليمان عن يد بنايا بن يوياداع فضربه فمات وأما أبياتار الكاهن فقال له الملك انصرف إلى عناتوت إلى حقولك فانك رجل يستوجب الموت لكني لست أقتلك في هذا اليوم لانك حملت تابوت السيد الرب أمام داود أبي وعانيت كل ما عأناه أبي وعزل سليمان أبياتار عن كهنوت الرب ليتم القول الذي قاله الرب في بيت عالي في شيلو ووصل الخبر إلى يوآب وكان يوآب قد تحزب لأدونيا مع انه لم يكن قد تحزب لأبشالوم فهرب يوآب إلى خيمة الرب وتمسك بقرون المذبح فأخبر الملك سليمان ان يوآب قد هرب إلى خيمة الرب وانه بجانب المذبح فأرسل سليمان إلى يوآب قائلا مما بالك هربت إلى المذبح ؟فقال يوآب لاني خفت من وجهك فهربت إلى الرب فأرسل سليمان الملك بنايا بن يوياداع وقال له اذهب وآضربه فدخل بنايا خيمة الرب وقال ليوآب هكذا يقول الملك اخرج فقال كلا بل ههنا أموت فنقل بنايا الجواب إلى الملك قائلا هكذا تكلم يوآب؟وهكذا أجابني فقال له الملك إفعل كما قال وآضربه وادفنه فتصرف عني وعن بيت أبي الدم الزكي الذي سفكه يوآب ويرد الرب دمه على رأسه لانه ضرب رجلين أبر وخيرا منه وقتلهما بالسيف على غير علم من داود أبي وهما أبنير بن نير قائد جيش إسرائيل وعماسا بن ياتر قائد جيش يهوذا فليرتد دمهما على رأس يوآب وعلى رؤوس ذريته للأبد وأما داود فلذريته وبيته وعرشه سلام للأبد من عند الرب فصعد بنايا بن يوياداع وضربه وقتله ودفن في بيته في البرية واقام الملك بنايا بن يوياداع مكانه على رأس الجيش وأقام صادوق الكاهن مكان أبياتار ثم أرسل الملك فآستدعى شمعي وقال له ابن لك بيتا في أورشليم وأقم فيه ولا تخرج منه إلى هنا وهناك وآعلم انك يوم تخرج وتعبر وادي قدرون تموت موتا ويكون دمك على رأسك فقال شمعي للملك حسن ما قلت انه كما تكلم سيدي الملك يفعل عبدك وأقام شمعي في أورشليم أياما كثيرة واتفق بعد انقضاء ثلاث سنوات ان هرب عبدان لشمعي إلى آكيش بن معكة ملك جت فأخبر شمعي وقيل له هوذا عبداك في جت فقام شمعي وشد حماره وذهب إلى جت إلى آكيش في طلب عبديه وذهب شمعي وأتى بعبديه من جت فأخبر سليمان ان شمعي قد خرج من أورشليم إلى جت وعاد فأرسل الملك ودعا شمعي وقال ألم أكن قد آستحلفتك بالرب وأشهدت عليك قائلا انك في يوم تخرج و تذهب إلى هنا وهناك فآعلم انك تموت موتا فقلت لي حسن ما قلت ولقد سمعت فلماذا لم تحفظ القسم بالرب والأمر الذي أمرتك به؟ثم قال الملك لشمعي انك قد عرفت كل الشر الذي يعرفه قلبك مما صنعته بداود أبي فسيرد الرب شرك على رأسك فأما سليمان الملك فمبارك وعرش داود ثابت أمام الرب للأبد وأمر الملك بنايا بن يوياداع فخرج وضربه فمات واستقر الملك في يد سليمان
إنها رواية الأحداث التي ستنتهي بتنصيب سليمان فيها تبسط طويل في رواية مولد سليمان وفي الظروف التي أحاطت به ثم يروي كيف أبعد عن الخلافة ابناء داود وقد يكونون عقبة في مصير سليمان وهم أمنون وأبشالوم وأدونيا وهناك ملحقات من سفر صموئيل الثاني وقد أدخلت على أثر التوقيت الوارد في رواية خلافة داود وهي تروي الكارثتين الطبيعيتين اللتين لم تجدا مكاناً في الفصول السابقة بالرغم من معناها التاريخي والديني
سفر صموئيل الثاني الفصل الحادي والعشرون
وكانت مجاعة في أيام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فسأل داود وجه الرب فقال الرب على شاول وعلى بيته دم لأنه قتل الجبعونيين فدعا الملك الجبعوييين وكلمهم ولم يكن الجبعونيون من بني إسرائيل بل من بقية الأموريين وكان بنو إسرائيل قد حلفوا لهم فطلب شاول قتلهم غيرة على بني إسرائيل ويهوذا وقال داود للجبعونيين ما الذي أصنع لكم وبماذا أكفر فتباركوا ميراث الرب؟فقال له الجبعونيون ليس لنا على شاول وأهل بيته فضة ولا ذهب ولا لنا أحد نهلكه في إسرائيل فقال لهم ما الذي تقولونه فأفعله لكم؟فقالوا للملك الرجل الذي أهلكنا والذي عزم على إبادتنا حتى لا نقيم في جميع أراضي إسرائيل يعطى لنا سبعة رجال من بنيه فنشنقهم للرب في جبع شاول مختار الرب فقال لهم الملك أعطي وأبقى الملك على مفيبعل بن يوناتان بن شاول من أجل يمين الرب التي بينهما أي بين داود ويوناتان بن شاول فأخذ الملك آبني رصفة بنت أية اللذين ولدتهما لشاول وهما أرموني ومفيبوشت وبني ميكال آبنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدريئيل بن برزلاي المحولي فأسلمهم إلى يد الجبعونيين فشنقوهم على الجبل أمام الرب فهلكوا سبعتهم جميعا وكان مقتلهم في الأيام الأولى للحصاد في آبتداء حصاد الشعير فأخذت رصفة بنت أية مسحا وفرشته لنفسها على الصخرة منذ آبتداء الحصاد حتى سقط عليهم الماء من السماء ولم تدع طيور السماء تحط عليهم نهارا ولا وحوش البرية ليلا فأخبر داود بما صنعت رصفة بنت أية سرية شاول فمضى داود وأخذ عظام شاول وعظام يوناتان ابنه من عند أهل يابيش جلعاد الذين سرقوها من ساحة بيت شان من حيث علقهما الفلسطينيون يوم كسر الفلسطينيون شاول في الجلبوع وأصعد من هناك عظام شاول وعظام يوناتأن آبنه وجمعوا عظام المشنوتين ودفنوا عظام شاول ويوناتان آبنه في أرض بنيامين بصيلع في مقبرة قيس أبيه، وعملوا بكل ما أمر به الملك وعطف الله على تلك الأرض بعد ذلك وكانت أيضا حرب بين الفلسطينيين وإسرائيل فنزل داود ورجاله وحاربوا الفلسطينيين فتعب داود فإذا بيشبيبنوب أحد بني رافاة الذي وزن رمحه ثلاث مئة مثقال من نحاس وكان متقلدا سيفا جديدا قد هم أن يقتل داود فأنجده أبيشاي ابن صروية وضرب الفلسطيني فقتله حينئذ ناشد داود رجاله وقالوا لا تخرج معنا إلى الحرب لئلا تطفئ سراج إسرائيل وكانت أيضاً بعد ذلك حرب في جوب مع الفلسطينيين فقتل حينئذ سبكاي الحرشي سفا أحد بني رافاة ثم كانت أيضا حرب في جوب مع الفلسطينيين فقتل ألحانان بن ياعري من بيت لحم جليات الجتي الذي كانت عصا رمحه كنول النساج وكانت أيضا حرب في جت وكان رجل طويل القامة سداسي أصابع اليدين والرجلين أي له أربع وعشرون إصبعا وهو أيضا من بني رافاة وكان يعير إسرائيل فقتله يوناتان بن شمعا أخي داود هؤلاء الأربعة كانوا من بني رافاة في جت فسقطوا بيد داود وأيدي رجاله
سفر صموئيل الثاني الفصل الثاني والعشرون
كلم داود الرب بكلام هذا النشيد يوم أنقذه الرب من يد جميع أعدائه ومن يد شاول فقال الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي الصخر به أعتصم ترسي وقوة خلاصي وملجإي أدعو الرب سبحانه فأنجو من أعدائي أمواج الحوت غمرتني وسيول بليعال روعتني وحبائل مثوى الاموات حاطتني وشباك الموت آستبقتني في ضيقي الرب دعوت وإليه إلهي صرخت فسمع صوتي من هيكله وبلغ صراخي مسمعيه تزعزعت الأرض وتزلزلت وأسس السموات آرتعدت ومن غضبه أرتجت دخأن صعد من أنفه ونار آكلة من فمه وجمر اتقد منه حنى السموات ونزل والغيم المظلم تحت قدميه ركب على كروب وطار وظهر على أجنحة الرياح جعل الظلام حوله وخيمته كتلة مياه وغمام على غمام أمام بهائه آتقد جمر نار أرعد الرب من السماء وأطلق العلي صوته أرسل سهامه فبددهم والبروق فهزمهم أعماق البحر أنكشفت وأسس الكون أنجلت لصوت وعيد الرب لهبوب ريح أنفه يرسل من عليائه فيأخذني ومن البحار ينتشلني من عدوي الجبار ينقذني من مبغضي لأنهم أقوى مني في يوم بليتي دهموني فكان الرب سندي إلى الرحب أخرجني ولأنه يحبني خلصني الرب بحسب بري كافأني وبطهارة يدي آثابني لأني حفظت طرق ربي ولم أصنع شرا بعيدا عن إلهي ولأن أحكامه كلها أمامي وفرائضه لم أبعدها عني بل كنت معه كاملا ومن الإثم صنت نفسي الرب بحسب بري كافأني وطهارتي أمام عينيه مع الصفي تكون صفيا ومع الكامل تكون كاملا مع الطاهر تكون طاهرا ومع المعوج تكون ملتويا لأنك تخلص الشعب البائس وعيناك على المترفعين فتضعهم لأنك أنت يا رب سراجي والرب ينير ظلامي فأني بك أقتحم الحصون وبإلهي أتسلق الأسوار الله طريقه كامل وقول الرب ممحص هو ترس لكل من به يعتصم فمن إله يخر ربنا ومن صخرة سوى إلهنا؟الله عزي وبأسي يجعل كاملا سبيلي لجعل كالإيل رجلي وعلى المشارف يقيمني يعلم يدي القتال وذراعي شد قوس النحاس ترس خلاصك تعطيني وآستجابتك تعظمني توسع خطواتي تحتي ولم يتزعزع قدماي أطارد أعدائي فأدمرهم ولا أعود حتى أفنيهم أفنيهم وأحطمهم فلا يقومون وتحت قدمي يسقطون تسربلني بالقوة للقتال وتصرع مناهضي تحت قدمي وليتني ظهور أعدائي وأما مبغضي فأني أبيدهم يصرخون ولا منقذ إلى الرب ولا يستجيب لهم كالغبار في مهب الريح أسحقهم وكما يداس وحل الطرقات أدوسهم من مخاصمات شعبي تنجيني ورأسا على الأمم تقيمني شعب لم أعرفه يخدمني بنو الغرباء يتملقون لي حالما يسمعونني يطيعونني بنو الغرباء يخورون ومن حصونهم مرتعدين يخرجون حي الرب وتبارك صخرتي وتعالى الله صخرة خلاصي الله الذي يتيح لي الانتقام ويخضع لي الشعوب من بين أعدائي يخرجني فوق المعقدين علي ترفعني ومن رجل العنف تنقذني يا رب بين الأمم لذا أحمدك وأعزف لاسمك يكثر من الخلاص لمليكه ولصنع رحمة لمسيحه لداود ولنسله للأبد
سفر صموئيل الثاني الفصل الثالث والعشرون
هذه كلمات داود الأخيرة كلام داود بن يسى كلام الرجل المرفوع شأنه مسيح إله يعقوب ومرنم مزامير إسرائيل روح الرب تكلم بي كلمته على لساني قال إله إسرائيل كلمني صخرة إسرائيل البار الحاكم في البشر الحاكم بمخافة الله كضوء الصبا عند شروق الشمس كصباح لا غيم فيه يلألئ عشب الأرض بعد المطر أليس هكذا بيتي لدى الله؟فإنه عاهدني عهدا أبديا محكما في كل شيء ومحفوظا أفلا ينبت كل خلاصي وجميع هواي؟فأما الذين لا خير فيهم فكلهم كالشوك ينبذ فلا يمسك باليد فمن مسهم يتسلح بحديد وبقناة رمح فيحرقرن بالنار في مكانهم وهذه أسماء أبطال داود إشبعل الحكموني رئيس الثلاثة وهو عدينو العصني قام على ثماني مئة فقتلهم بمرة واحدة وبعده ألعازار بن دودو الأحوحي وهو أحد الأبطال الثلاثة الذين كانوا مع داود حين عيروا الفلسطينيين الذين كانوا مجتمعين هناك للقتال فتراجع رجال إسرائيل من أمامهم أما هو فقام وضرب الفلسطينيين حتى كلت يده ولصقت بالسيف وصنع الرب نصرا عظيما في ذلك اليوم ورجع الجند وراءه للنهب فقط وبعده شمة بن آجيء الهاراري وكان أن الفلسطينيين آجتمعوا في لحي وكانت هناك قطعة حقل مملوءة عدسا فأنهزم الجند أمام الفلسطينيين أما هو فوقف في وسط الحقل وأنقذه وضرب الفلسطينيين وصنع الرب نصرا عظيما ونزل ثلاثة من الثلاثين وأتوا إلى داود أو أن الحصاد في مغارة عدلام وكانت قوة فلسطينية معسكرة في وادي رفائيم وكان داود حينئذ في الحصن ومفرزة للفلسطينيين في بيت لحم فتأوه داود وقال من يسقيني ماء من البئر التي عند باب بيت لحم فآخترق هؤلاء الأبطال الثلاثة معسكر الفلسطينيين واستقوا ماء من البئر التي عند باب بيت لحم وحملوه وأتوا به إلى داود فلم يشأ أن يشرب منه بل أراقه للرب وقال حاش لي يا رب أن أفعل هذا اليس هذا دم قوم خاطروا بأنفسهم؟ولم يرد أن يشرب هذا ما فعله هؤلاء الأبطال الثلاثة ثم أبيشاي أخو يوآب وآبن صروبة وهو رئيس الثلاثة فقد أشرع رمحه على ثلاث مئة وقتلهم وكان له اسم بين الثلاثة أولم يكن أشد الثلاثة كرامة؟وأصبح لهم قائدا إلا أنه لم يبلغ مرتبة الثلاثة ثم بنايا بن يوياداع ابن ذي بأس كثير المآثر من قبصئيل وهو الذي ضرب بطلي موآب ونزل وضرب أسدا في وسط جب يوم ثلج وضرب رجلا مصريا ذا منظر وكان في يد المصري رمح فنازله بالعصا وخطف الرمح من يده وقتله برمحه هذا ما فعله بنايا بن يوياداع وكان له اسم بين الأبطال الثلاثة وكان أشد الثلاثين كرامة إلا أنه لم يبلغ مرتبة الثلاثة فجعله داود من حرسه الخاص ثم عسائيل أخو يوآب وهو من الثلاثين وألحانان بن دودو من بيت لحم وشمة الحرودي وأليقا الحرودي وحالص الفلطي وعيرا بن عقيش التقوعي وأبيعازر العناتويي وسبكاي الحوشي وصلحون الأحوحي ومهراي النطوفي وحالب بن بعنة النطوفي وإتاي بن ريباي من جبع بني بنيامين وبنايا الفرعتويي وهداي من أودية جاعش وأبيعلبون العربتي وعزموت البرحومي واليحبا الشعلبوني وياشين الجوني ويوناتان بن شمة الهراري وأحيام بن شارار الأراري وأليفالط بن أحسباي بن المعكي وأليعام بن أحيتوفل الجيلوني وحصراي الكرملي وفغراي الأريي ويجآل بن ناتان من صوبة وباني الجادي وصالق العموني ونحراي البئيروتي حامل سلاح يوآب ابن صروية وعيرا اليتري وجاريب اليتري وأوريا الحثي فيكون مجموعهم سبعة وثلاثين
سفر صموئيل الثاني الفصل الرابع والعشرون
وعاد غضب الرب فآحتدم على إسرائيل فحرض عليهم داود قائلا اذهب فأحص إسرائيل ويهوذا فقال الملك ليوآب قائد الجيش الذي معه طف في جميع أسباط إسرائيل من دان الى بئر سبع وأحصوا الشعب لكي أعلم عدد الشعب فقال يوآب للملك ليزد الرب إلهك الشعب أمثاله مئة ضعف وعينا سيدي الملك ناظرتان وأما سيدي الملك فماذا يريد بهذا الأمر؟لكن كلام الملك تغلب على يوآب وعلى قواد الجيش فخرج يوآب وقواد الجيش من عند الملك ليحصوا شعب إسرائيل فعبروا الأردن وبداوا بعروعير والمدينة التي في وسط وادي جاد جهة يعزير وأتوا إلى جلعاد وإلى أرض الحثيين في قادش ثم أتوا إلى دان ياعن وما حولها نحو صيدون ثم أتوا إلى حصن صور وجميع مدن الحويين والكنعانيين ثم ذهبوا إلى نقب يهوذا إلى بئر سبع ولما طافوا في تلك الأرض كلها رجعوا إلى أورشليم بعد تسعة أشهر وعشرين يوما فرفع يوآب أرقام إحصاء الشعب إلى الملك، فكان مجموع إسرائيل ثماني مئة ألف رجل محارب مستل سيف ومجموع رجال يهوذا خمس مئة ألف رجل فخفق قلب داود من بعد إحصاء الشعب وقال داود للرب قد خطئت خطيئة كبيرة فما صنعت والأن يا رب أغفر إثم عبدك لأني بحماقة عظيمة تصرفت فلما نهض داود في الصباح كان كلام الرب إلى جاد النبي رائي داود قائلا إمض فقل لداود هكذا يقول الرب أني عارض عليك ثلاثا فآختر لنفسك واحدة منها فأنزلها بك فأتى جاد إلى داود وأخبره وقال له أتأتي عليك سبع سني مجاعة في أرضك أم تهرب أمام أعدائك ثلاثة أشهر وهم في إثرك أم يكون ثلاثة أكلام طاعون في أرضك؟ ففكر الأن وأنظر فيما أجيب به مرسلي من الكلام فقال داود لجاد قد ضاق بي الأمر كثيرا فلنقع في يد الرب لأن مراحمه كثيرة ولا أقع في يد الناس فبعث الرب الطاعون في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل وبسط الملاك يده على أورشليم ليدمرها فندم الرب على الشر وقال للملاك المهلك الشعب كفى فكف الأن يدك وكان ملاك الرب عند بيدر أرونا اليبوسي ورأى داود الملاك الذي كان يضرب الشعب فقال للرب أنا الذي خطئت وأنا الذي فعلت السوء وأما اولئك الخراف فاذا فعلوا؟فلتكن علي يدك وعلى بيت أبي فأتى جاد في ذلك اليوم إلى داود وقال له إصعد فأقم مذبحا للرب في بيدر أرونا اليبوسي فصعد داود كما قال جاد بحسب أمر الرب ونظر أرونا فرأى الملك ورجاله آتين إليه فخرج أرونا وسجد للملك بوجهه إلى الأرض وقال أرونا لماذا جاء سيدي الملك إلى عبده؟فقال داود لأشتري منك البيدر لكي أبني فيه مذبحا للرب فتكف الضربة عن الشعب فقال أرونا لداود ليأخذ سيدي الملك ويصعد ما يحسن في عينيه هوذا البقر للمحرقة والنوارج وأدوات البقر تكون حطبا وهذا كله أيها الملك يقدمه أرونا للملك وأضاف أرونا فقال للملك الرب إلهك يرضى عنك فقال الملك لأرونا كلا بل أشتري منك بثمن فلست أصعد للرب إلهي محرقات مجأنية فآشترى داود البيدر والبقر بخمسين مثقالا من الفضة وبنى هناك داود مذبحا للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامية فعطف الرب على تلك الأرض كفت الضربة عن إسرائيل
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق